responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 61
وكانت أوربا قد بلغت في التقدم العلميّ -التكنولوجيّ- درجةً جعلتها ولو إلى حين, تستطيع أن تقيم نهضة ماديةً بهرت الناس في أكثر الأحيان.
وحين أريد نقل العلمانية إلى الشرق الإسلاميّ, غفل المسخرون -عن علم أو عن جهل- غفلوا عن هذه الظروف جميعًا, غفلوا عن أنه ليس في ظروف الشرق الإسلاميّ التاريخيّ ما يبرر فصل الدين عن الدولة، فلم يكن ثمة اضطهاد من رجال الدين الإسلاميّ -إذا صح التعبير للمقابلة مع رجال الكنيسة-لم يقع اضطهادٌ من علماء المسلمين للعلم أو للعلماء.
ولم يكن في تاريخنا الإسلاميّ محاكم تفتيش, ولا صحكوك غفران وقرارات حرمان.
والذين انحرفوا من العلماء عن جادة السبيل إلى ممالأة الحاكم لفظتهم الأمة, وجعلتهم وراء ظهورها, والذين كانوا لسان صدق, حملتهم في حنايا صدورها, وقدمتهم في أول صفوفها.
كذلك لم تكن الديانة الإسلامية لتسمح بالفصل بين الدين والدولة؛ لأن الدولة في فقه الإسلام قسم الدين لا قسيم, فلا دين بغير دولة, ولا دولة بغير دين..
كذلك لم تكن الديانة الإسلامية لتسمح بقيام العلمانية إلى جوار الإسلام, بمقولة أن الإسلام يبقى داخل دائرة العقيدة والشعيرة, وتعمل العلمانية في دائرة الشريعة؛ لأن الإسلام عقيدة وشعيرة وشريعة, وهو في هذا لا يقبل التجزئة ولا التفرقة, ولا يرضى أن يكون مع الله أرباب آخرون, أو قياصرة آخرون يدين لهم الناس في مجال الشريعة, كما يدينون لله في مجال العقيدة والشعيرة..
كذلك مع التسليم جدلًا بصحة نظرة الغرب التي اعتنقها الحاقدون, أو الجاهلون في الشرق الإسلاميّ, فلم يكن الشرق الإسلاميّ قد وقف على قدميه, وبلغ التطور العلميّ والتكنولوجيّ الذي بلغه الغرب؛ ليطرح الدين جانبًا ويرفع شعار العلمانية.
ومن ثَمَّ حرم الشرق الدين, كما حرم الدنيا, وارتضى

اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست