responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 60
العلمانية.. بين الغرب والشرق:
لم يكن غريبًا في الغرب أن تجد العلمانية مكانها, فقد فرضت ذلك لظروف الغرب, نتيجة تسلط الكنيسة وتحالفها مع الظالمين على شعوب الغرب المختلفة, ووقوفها في وجه كل تفتحٍ فكريٍّ, أو كشف علميٍّ, وتجاوزها ذلك الحجر على العقول, إلى حجر أخطر على القلوب, حين فرضت صكوك الغفران وقرارات الحرمان, وراحت تتاجر بها, وتتخذها وسيلةً للكسب الحرام!!
وغرقت أوربا في دماء ضحايا الكنيسة, حيث سقط المئات, بل الآلاف, تحت مقاصل محاكم التفتيش ومشانقها, غير من غيبوا في غياهب السجون..
وإذا كانت سنة الله في الكون أن لكلِّ فعل رد فعل, مساويًا له في القوة, ومضادًّا له في الاتجاه, فلقد وقع الصراع, صراع العلم مع الكنيسة, وانتهى بإعلان العلمانية التي تعني: فصل الدين عن الدولة، وتقلص سلطان الكنيسة داخل جدرانها!!
وفضلًا عن أن ظروف أوربا التاريخية كانت تبرر انتشار العلمانية, وفصل الدين عن الدولة, فلقد كانت ظروف الديانة المسيحية بعدما أدخل عليها من تحريف كان اليهود وراء أكثره, كانت ظروف الديانة المسيحية تسمح كذلك بوجود علمانية إلى جانب الدين.
وليس غريبًا بعد ذلك أن يكون اليهود وراء فصل الدين عن الدولة, كما صرح بذلك كاتب أمريكيّ[1] بغية القضاء على بقايا الدين الذي حرفوه؛ بتعطيله وحبسه عن المجتمع داخل جدران الكنيسة.
وليس غريبًا بعد ذلك أن نسمع عن أن الدين الذي حبس داخل جدران الكنيسة قد جرى فيه التطوير حتى صارت الصلاة تؤدى على أنغام الموسيقى, ثم تعقبها حفلات الرقص بين الجنسين تحت الأضواء الخافتة الحالمة, وبين الألحان الدافئة والساخنة, تحت سمع وبصر رجال الدين, بل تحت رعايتهم وتوجيههم السديد.

[1] وليام غاي كار في كتابه: أحجار على رقعة الشطرنج.
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست