responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 465
.. وقد سأل بنو إسرائيل نبي الله موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – عن نوم الرحمن – جل جلاله – فأوحى ربنا إليه بما يبين تفاهة السؤال، ويوضح استحالة ذلك عليه بمثال ففي الأسماء والصفات وغيره عن أبي بردة قال: إن موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – قال له قومه: أينام ربنا؟ قال: اتقوا الله إن كنتم مؤمنين فأوحى الله – عز وجل – إلى موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – أن خذ قارورتين، واملأهما ماء، ففعل، فنعس، فنام فسقطتا من يده فانكسرتا، فأوحى الله – عز وجل – إلى موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام –: إني أمسك السموات والأرض أن تزولا، ولو نمت لزالتا [1] .

[1] انظر الأسماء والصفات ك (48) وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري – رضي الله تعالى عنهما – تابعي ثقة قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث كما في التقريب: (2/349) فالأثر له حكم الإرسال، لأنه لا يدرك بالرأي، وقد أخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه، والضياء في المختارة الأثر عن ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما – كما في الدر: (1/327) ، وفيه التصريح بأن السؤال وقع من بني إسرائيل لنبي الله موسي – على نبينا وعليه الصلاة والسلام –.
هذا وقد أخرج الأثر الآجري في الشريعة: (305) عن عبد الله بن سلام – رضي الله تعالى عنه – والطبري في تفسيره: (3/6) عن عكرمة مولى ابن عباس وأخرجه أيضاً عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم –، ورواه البيهقي في الأسماء والصفات: (48-49) عن ابن عباس وأبي هريرة – رضي الله تعالى عنهم – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وفي بعض تلك الروايات التصريح بأن موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – هو الذي سأل الملائكة الكرام – على نبينا وعليهم الصلاة والسلام: "هل ينام ربنا؟ " وفي بعضها: أن ذلك السؤال وقع في نفسه، وذلك لا يليق بمقام النبوة كما لا يخفى، ولذلك قال البيهقي في الأسماء والصفات: (49) متن الإسناد الأول أشبه أن يكون هو المحفوظ، وقال القرطبي في تفسيره: (3/273) : ولا يصح هذا الحديث ضعفه غير واحد منهم البيهقي، وقال الرازي في مفاتيح الغيب: (7/9) : واعلم أن مثل هذا لا يمكن نسبته إلى موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – فإن من جوز النوم على الله – عز وجل – أو كان شاكاً في جوازه كان كافراً، فكيف يجوز نسبة هذا إلى موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – بل إن صحت الرواية فالواجب نسبة هذا السؤال إلى جهال قومه، ومثله في لباب التأويل: (1/269) ونقل أبو حيان في البحر: (2/278) عن بعض معاصريه الحكم على تلك الرواية بالوضع، وفي الميزان: (1/276) في ترجمة أمية بن شبل قال الذهبي: له حديث منكر، رواه عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة مرفوعاً قال: "وقع في نفس موسى: هل ينام الله؟ ... الحديث" رواه عنه هشام بن يوسف، وخالفه معمر بن الحكم عن عكرمة قوله، وهو أقرب، ولا يسوغ أن يكون هذا وقع في نفس موسى، وإنما روى أن بني إسرائيل موسى عن ذلك.
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست