responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 466
ب) إن قيل: لم قدم نفي السنة، وأخر نفي النوم، وقياس المبالغة يقتضى العكس، لأن السنة إذا انتفت عنه، فانتفاء النوم من باب أولى، فيكون ذكره تكراراً؟ فالجواب من عدة أوجه يجمعها أمران رئيسيان:
الأول:
إن فسر قوله: "لاَ تَأْخُذُهُ" بمعنى القهر والغلبة أي: لا يغلبه ولا يقهره، فالترتيب على مقتضى الظاهر، وبه تحصل المبالغة، والمعنى: لا تغلبه السنة، ولا النوم الذي هو أكثر غلبة منها، وإلى ذلك ذهب الأئمة ابن كثير، والراغب الأصفهاني، والرازي والخازن وحكاه الألوسي [1] – رحمهم الله جميعاً –.
الثاني:
... إن فسر الأخذ في وقوله: "لاَ تَأْخُذُهُ" بمعنى العروض والاعتراء، والمعنى لا يعرض له، ولا يعتريه، فالترتيب في الظاهر فيه إشكال، ولدفعه ذكر العلماء عدة أقوال:
أ) قدم نفي السنة على نفي النوم مراعاة للترتيب الوجودي، فوجود السنة سابق على وجود النوم، فلذلك نفى السنة.

[1] انظر تفسير ابن كثير ك (1/308) ، والمفردات – كتاب الألف – "أخذ": (12) ، ومفاتيح الغيب: (7/8) ، ولباب التأويل: (1/68) ، وروح المعاني: (3/8) وذكره الخطيب الشربيني في السراج المنير: (1/168) أيضاً فقال: لما عبر بالأخذ الذي هو معنى القهر والغلبة وجب تقديم السنة كما لو قيل، فلان لا يغلبه أمير ولا سلطان، وحكى هذا القول أيضاً أبو حبان في البحر: (2/278) وقرره بما ورد في المثل: النوم سلطان، لكن أبا السعود رد هذا القول: في تفسيره: (1/248) فقال: المراد بيان انتفاء اعتراء شيء منهما له – سبحانه وتعالى – لعدم كونهما من شأنه – جل وعلا – لا لأنهما قاصران بالنسبة إلى القوة الإلهية فإنه بمعزل من قيام التنزيه، فلا سبيل إلى حمل النظم الكريم على طريقة المبالغة والترقي بناء على أن القادر على دفع السنة قد لا يقدر على دفع النوم القوي.
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست