responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 378
.. واعلم أخي – علمني الله وإياك – أن مما ينبغي التنبه له غاية الانتباه، ومعرفته تام المعرفة لئلا يقع الإنسان في اللبس والاشتباه، والانحراف عن طريق الرشد والسداد، أن كل دار من تلك الدور الثلاثة لها موازينها الخاصة بها، ولا يصح بحال وزن دار بميزان دار أخرى، بل إن دار الدنيا تختلف باختلاف وجود الإنسان فيها، فلوجوده في بطن أمه موازين واعتبارات تختلف عن وجوده حياً يقظاً على ظهر الأرض، بعد انفصاله من بطن أمه، وكل منهما أيضاً تختلف موازينه عن موازين وجوده على ظهر الأرض حياً نائماً، فافهم هذا حق الفهم، لتحفظ نفسك من العار، ولتصونها عن مسلك الأشرار، ولذلك قرر أهل السنة الأبرار أن نسبة الحياة الدنيوية إلى الحياة البرزخية كنسبة بطن الأم إلى سعة دار الدنيا، ونسبة الحياة في البرزخ إلى الحياة في الدار الآخرة كنسبة الحياة والدنيوية إلى الحياة البرزخية، والإنسان في جميع مراحل حياته في تلك الدار يشعر بالعذاب والنعيم بروحه وجسده، لكن نسبة تلك الشعور متفاوتة مختلفة.
... ففي الحياة الدنيوية ينصب العذاب والنعيم على الأبدان أصالة، فيسري ذلك إلى الأرواح تبعاً، ولهذا رتبت الشريعة المطهرة الأحكام في هذه الدار على ما يظهر من حركات الأبدان وإن كان خلاف ذلك في الأنفس والجنان.

اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 378
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست