responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 377
الدار الثالثة: دار الآخرة، وهي التي لا آخر بعدها، وتبتدئ من بعث الأموات إلى ما لا نهاية له من الأوقات، فالإقامة فيها أبدية سرمدية، في غرف الجنان العلية أو في دركات النار السفلية [1] .

[1] وقد أجمع أهل السنة والجماعة على أبدية الجنة والنار، وعلى خلود أهلها فيهما، قال الإمام أحمد – عليه رحمة الله تعالى – في كتاب السنة – ضمن شذرات البلاتين: (47) وقد خلقت النار وما فيها، والجنة وما فيها، خلقهما الله، ثم خلق الخلق لهما، لا يفنيان ولا يغني ما فيهما أبدأً 10هـ وفي كتاب أصول الدين: (238) أجمع أهل السنة، وكل من سلف من أخيار الأمة على دوام بقاء الجنة والنار، وعلى دوام نعيم أهل الجنة، ودوام عذاب الكفرة في النار 1هـ وهكذا حكى إجماع أهل السنة الكرام والسلف الصالح عن أبدية النار وخلود أهلهما فيهما الإمام أبو الحسن الأشعري – عليه رحمة الله تعالى – في مقالات الإسلاميين: (2/148) ، وابن حزم – رحمه الله تعالى – من مراتب الإجماع: (173) ، وأقره الشيخ ابن تيمية – عليه رحمة الله تعالى – في تعليقه على كتابه، وقرر هذا أيضاً كما في مجموع الفتاوى: (18/307) ، فقال: اتفق سلف الأمة وأئمتها، وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية، كالجنة والنار، والعرش وغير ذلك 10هـ وبوب الإمام الهيثمي – عليه رحمة الله تعالى – في مجمع الزوائد: (10/385) بابا في هذا المقال: باب الخلود لأهل النار في النار ولأهل الجنة في الجنة، وفي الجوهرة: (2/83-84) مع شرحها تحفة المريد:
والنار حق ٌ أوجدتْ كالجَنّة ْ ... فلا تَمِلْ لجَاحِدٍ ذي جِنّة ْ
دارا خُلودٍ للسعيد والشّقي ... مُعَذبٌ مُنَعّمٌ مهما بقي
والأشياء التي لا تفنى ولا تهلك ثمانية نظمها الإمام السيوطي – عليه رحمة الله تعالى – بقوله كما في تحفة المريد: (2/64) :
ثمانية حُكمُ البقاء يَعُمّها ... من الخلق والباقون في حَيّز ِ العَدَمْ
هي العرشُ والكرسيّ نارٌ وجَنّة ٌ ... وعجْبٌ وأرواحٌ كذا اللوحُ والقَلَمْ
ج
ويكن قول الله – جل وعلا – {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} القصص88 من قبيل العالم المراد به الخصوص، أي: كل شيء حكم الله عليه بالهلاك، أو هو من قبيل العالم المخصوص فاللفظ يشمل عموم المخلوقات، ووردت النصوص بتلك الأشياء، والمراد من عجب الذئب: عظم لطيف في أسفل الصلب، وهو رأس العصعص، وهو أول ما يخلق من الآدمي، ويبقى على حالته بعد موته ليعاد تركيب الخلق عليه، ثبت عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – أنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق ومنه يركب" انظر صحيح مسلم – كتاب الفتن – باب ما بين النفختين –: (4/2271) ، وصحيح البخاري – كتاب التفسير – سورة الزمر – باب 4: (8/551) ، وسورة "عم يتساءلون": (8/690) بشرح ابن حجر فيهما، وسنن أبي داود – كتاب السنة – باب ما ذكر البعث والصور –: (5/108) ، وسنن النسائي – كتاب الجنائز – باب أرواح المؤمنين –: (4/91) ، وسنن ابن ماجه – كتاب الزهد – باب ذكر القبر والبلى: (2/1425) ، والموطأ – كتاب الجنائز – باب جامع الجنائز –: (1/239) ، والمسند: (2/322، 428، 499، ورواه الإمام أحمد في: (3/28) عن أبي سعيد الخدري – رضي الله تعالى عنهم أجمعين –.
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست