اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد الجزء : 1 صفحة : 179
العلمية وكثر العلماء وتباروا في تصنيف المؤلفات مع تنويع الإنتاج بين نحوية وغيرها، فتطلعت إليهم الأنظار في سائر البلاد الإسلامية، وملأت قرطبة الأندلس الأسماع وخلفت بغداد العراق، ولا سيما في النحو الذي حظي منهم بما حرمه غيره من فنون أخرى فقد سارت نهضتهم النحوية قدما حتى القرن السابع الهجري، إذ فيه تسنم الذروة العليا من عناياتهم.
قال ابن سعيد المغربي، ونقل كلامه المقري قال: "والنحو عندهم في نهاية من علو الطبقة حتى أنهم في هذا العصر "القرن السابع" فيه كأصحاب عصر الخليل وسيبويه، لا يزداد مع هرم الزمان إلا حدة، وهم كثير، والبحث فيه وحفظ مذاهبه كمذاهب الفقه، وكل عالم في أي علم لا يكون متمكنا من علم النحو بحيث لا تختفي عليه الدقائق فليس عندهم بمستحق للتمييز ولا سالم من الازدراء "[1].
وعلى كر الأيام تكاثرت مسائل مذهب المغاربة والأندلسيين الجديد وذاعت قواعده وامتدت حياته حتى أخذه عنهم المشارقة بعد ما ضعف شأنهم، إذ قد نزح كثير من المغاربة إلى المشرق إما للحج أو للإقامة، ودرسوا في مساجده ومدارسه ومعهم مؤلفاتهم كابن مالك وغيره.
وستعرف في المطلب الثاني بعد سقوط بغداد وانقطاع المدد من العراق إلى القطرين "مصر والشام" أنه كثر تدفق الأندلسيين والمغاربة إليهما فنفحوهما نفحة لا ينساها التاريخ لهم، وهنا يحسن أن نذكر على سبيل الإرشاد بعض ما عرف عن جمهور المغاربة والأندلسيين من عناصر مذهبهم مخالفا للمعروف من المذاهب البصرية والكوفية والبغدادية. [1] نفح الطيب الباب الأول من القسم الأول "القرآن والعلوم الشرعية بالأندلس".
اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد الجزء : 1 صفحة : 179