بين أحد الباحثين أسباب هذا الإحجام من قبل الأمويين في السماح بانتشار ورواية وكتابة أخبار السيرة والمغازي بستة أسباب هي:
السبب الأول: إنهم كانوا يعتقدون أن جمهور المسلمين في أيامهم ليسوا كجمهور المسلمين في صدر الإسلام وإنما قد تغيروا وتبدلوا إذ فارقوا أخلاق المسلمين الأولين وصاروا لا يقاربونهم في النقاء والصفاء.
السبب الثاني: إنهم كانوا يقرون في قرارة أنفسهم بأنهم ليسوا كمن سبقهم من الخلفاء الراشدين، وإنما هم دونهم درجات فهم لا يبلغون مبلغهم في الصلاح والتقوى والورع.
السبب الثالث: إنهم كانوا يؤمنون بأن نظام الحكم في الإسلام له قواعد وأسس ولكنها جميعها ليست ثابتة بل منها المتغير ومنها الثابت وما يصح منها للناس في عصر قد لا يصلح لعصر آخر وما تصح فيه حياة الناس في عهد قد تفسد به حياتهم في عهد ثان.
السبب الرابع: إنهم كانوا يخشون أن يندد الناس بسياستهم ويشهروا بممارستهم ويثوروا على خلافتهم ويسعوا للتطويح بدولتهم إذا هم أباحوا لهم الاطلاع على سيرة من سبقهم وسمحوا لهم بروايتها.
السبب الخامس: إنهم كانوا يرون أن رواية المغازي والسير تهيج الإحن والضغائن الكامنة وتحرك الحزازات والعداوات القديمة بينهم وبين الأنصار، فقد قتل الأنصار الأمويين وفتكوا بهم يوم بدر وانتقم الأمويون منهم وتشفوا بهم يوم أحد وكان الأنصار يفتخرون بأنهم من أهل السابقة والقدم في الإسلام، وأنهم