المهمة فقام بوصف أسلوب الكتاب ومنهجه، إذ قال: " لم يرتب [معمر بن راشد] مادته ترتيبا زمنيا كما فعل معاصروه ... بل رتبها ترتيبا موضوعيا على غرار عمل المحدثين" [207] ، ومن مراجعتنا للاقتباسات التي نقلت من كتابه هذا تبين لنا مصداقية هذا الرأي وموضوعيته [208] ، فضلا عن ذلك أن معمرا لم يلتزم بالمغازي حصرا بل وجه عنايته كذلك إلى تأريخ أهل الكتاب والأقوام السالفة [209] ، وهذه الظاهرة مشخصة أيضا في النقول التي وصلت إلينا عن مدونة معمر تلك [210] .
اعتمد معمر بن راشد كثيرا في مدولته هذه على ما رواه شيخه الزهري [211] ، ولأجل ذلك أطلق عليه النوري (ت 676 هـ) بصاحب الزهري [212] .
كانت اتجاهاته في كتابة السيرة موافقة لما نحاه شيوخه ومعاصروه نحو الاهتمام بإيراد سند الحديث والرواية، وإثبات الايات القرآنية التي نزلت في الحوادث التي يتطرقون إلى ذكرها، مع مخالفتهم في إغفال ما قيل في تلك الحوادث من شعر [213] . [207] المصدر نفسه، 1/ 564. [208] ينظر، الصنعاني، عبد الرزاق بن همام، (ت 211 هـ) ، المصنف، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المجلس العلمي، بيروت، ط 1، 1972، 5/ 330- 485. [209] ينظر، هوروفتس، المغازي الأولى ومؤلفوها، ص 75. [210] ينظر، الصنعاني، المصنف، 5/ 313، 420، 426، الطبري، تأريخ الرسل والملوك، 1/ 34، 40، 83، 98، 121. [211] ينظر، الصنعاني، المصدر نفسه، 5/ 313، 440. [212] محيي الدين بن شرف، تهذيب السماء واللغات، مطبعة المنيرية، القاهرة، 1913، 2/ 107. [213] ينظر، الصنعاني، المصنف، 5/ 322، 324، 340، 342، 347، 357، 358، 359، الواقدي، المغازي، 3/ 889.