والحديبية ووفاة الرسول (ص) مع عنايته بإيراد الايات القرآنية وشرح مناسباتها التأريخية واعتنى أيضا بإيراد الشعر ولكن بصورة أقل من سابقيه" [203] .
ويبدو أن سبب إغفال المؤرخين لهذه المغازي هو وجود آراء مخالفة ومتناقضة أوردها ابن طرخان معارضا فيها الروايات التي أتفق عليها جمع كثير من المهتمين بسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، حتى إننا لم نجد أي اقتباس من هذه المدونة في المصنفات التي عرضت سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله.
وذكر بعض الباحثين اسما آخر للتابعين الذين قاموا بتدوين أحداث السيرة قبل أن تكتب السيرة الشاملة التي صنفها ابن إسحاق، وهو:
معمر بن راشد (ت 153 هـ) :
ولد في البصرة وعاش في اليمن وترعرع فيها، لازم الزهري وسمع منه كثيرا وتصدر للتدريس والفتيا في اليمن، واتفقت المصادر التي ترجمت له على وثاقة حاله [204] .
ذكر ابن النديم أن له كتابا أسماه (المغازي) [205] ، وأشار سزكين إلى أن أحد الباحثين قد قام بنشر هذا الكتاب في الولايات المتحدة الأمريكية [206] ، ولم نستطع الحصول على نسخة منه، الامر الذي حرمنا من فرصة الوقوف على منهجية مؤلفه وطريقة عرضه لأحداث السيرة، ولكن سزكين قد تولى عنا هذه [203] المصدر نفسه، ص 69- 71. [204] ينظر، ابن سعد، الطبقات الكبرى، 5/ 375، البخاري، محمد بن إسماعيل، (ت 256 هـ) ، التأريخ الكبير، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الهند، ط 1، 1361 هـ، 4/ 1/ 78. [205] ينظر، الفهرست، ص 106. [206] ينظر، تأريخ التراث العربي، 1/ 465.