3. التعظيم والتفخيم لشخص النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلّم، وذلك باستحداثه لصفات اتسم بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وواجبات ألقيت على عاتق المسلمين اتجاهه وذلك باستنباطها من الروايات التي أوردها في كتابه هذا [79] .
دفع هذا الأمر أحد العلماء وهو ابن تيمية الحراني إلى نعته بالقول: " غلا هذا المغيربي" [80] ، وذلك للأمور التي طرحها القاضي عياض في هذا الكتاب حول ما يجب على المسلمين فعله من حقوق وواجبات اتجاه نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ومعرفة هذه الحقوق والواجبات.
لاقت هذه الكلمة التي أطلقها ابن تيمية على القاضي عياض عند تصنيفه لهذا الكتاب نوعا من الاستغراب لدى أحد الباحثين؛ إذ عقد لأجل ذلك دراسة مستقلة حول هذه الكلمة وأبعادها ودحض فكرة الغلو التي نسبها ابن تيمية إلى القاضي عياض عند تصنيفه لكتابه هذا [81] ، حيث انتهى إلى عدّ هذه الكلمة التي صدرت من ابن تيمية فلتة لا تقال [82] .
وجه انتقاد إلى القاضي عياض لمنحاه هذا من قبل الذهبي، ولكن هذا الانتقاد لم يكن بالحدة نفسها التي انتقد بها ابن تيمية، إذ كان الذهبي أكثر تهذيبا في عباراته من سلفه، وهذا ما بينه وصفه لمصنفاته التي نعتها بالقول: " تواليفه نفسية واشرفها كتاب الشفا لولا ما قد حشاه بالأحاديث المفتعلة كأي عمل إمام لا [79] ينظر، الشفا بتعريف حقوق المصطفى، 1/ 267، 298، 312، 2/ 54، 87. [80] المقري، أحمد بن محمد، أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض، تحقيق: عبد السلام هراس، دار احياء التراث، المغرب، 1980، 5/ 9. [81] ينظر، الفاسي، محمد، مجلة المناهل، عدد 19، ص 223- 248. [82] ينظر، المصدر نفسه، ص 230.