الغالبة على كتابه [15] ، ولا سيما عند حديثه عن مبعث الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم والحوادث التي تلته إلى أن ألتحق بالرفيق الأعلى [16] .
وصفت إحدى الدراسات منهج وأسلوب ابن إسحاق هذا بالقول:
" ويتصف بصفة المؤرخ الحق، وتتمثل في الصورة الأخيرة للمزج بين كتابة التراجم على النحو الديني المأثور عند المحدثين وكتابتها على النحو الملحمي الأسطوري المأثور عن القصاص، وهذا الطابع الأصيل الذاتي الذي يتميز به مؤلف ابن إسحاق الذي يفسر العداوة بين مذاهب الرواة، ويبرز في الوقت نفسه النجاح العظيم الذي لقته على مدى الأجيال" [17] ، وتضيف دراسة أخرى بالقول" وحين نأتي إلى ابن إسحاق نحس بخطوط جديدة في التطور ومن مظاهرها الواضحة وجود عنصر القصص الشعبي والاتجاه نحو المبالغة ونحس بأننا انتقلنا إلى علماء هم مؤرخون أولا ثم محدثون من الدرجة الثانية" [18] .
2. إدخال معظم الايات القرآنية التي نزلت بالحوادث التي تطرق إليها بضمن هيكلية النص الذي كتبه لكل حادثة، مما يعطي القارئ لهذا الكتاب الأدلة والقرائن التي أكدت الحدث التأريخي الذي سجله في مصنفه هذا [19] .
عد أحد الباحثين هذه السيرة من أقدم المصادر التي وصلت إلينا في أسباب نزول القرآن لما حوته من ذكر لأماكن نزول الايات التي رافقت مسار الدعوة [15] الدوري، بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب، ص 28. [16] ينظر، ابن هشام، السيرة، 1/ 249، 257، 261، 262. [17] دلافيلدا، دائرة المعارف الإسلامية، مادة (سيرة) ، 12/ 452. [18] الدوري، بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب، ص 27. [19] ينظر، ابن هشام، السيرة، 1/ 154- 156، 159، 320- 321، 387- 388.