الإسلامية [20] ، ولأجل ذلك أعطاها باحث آخر بعدا يتسم بالنقد والتمحيص للروايات التي أوردها ابن إسحاق في أسباب نزول بعض الايات القرآنية فيها، إذ يقول: " ويلحظ على أن ابن إسحاق يعنى بجمع الروايات المتعلقة بالنزول دون تمحيصها والموازنة بينها بترجيح أو تضعيف" [21] ، ويضيف على ذلك الأمر: " ان السيرة التي كتبها ابن إسحاق قد تضمنت أيضا تفسيرا لعدد غفير من الايات القرآنية مع مراعاته إيجاز ذلك وبيان معاني تلك الايات على وجه الإجمال من دون الولوج في التفاصيل أو إيراد الوجوه المتعددة للروايات المختلفة في الموضوع المراد استعراضه" [22] .
كان هذا الأمر دافعا إلى وضع هذه السيرة نصب أعين المفسرين الذين تناولوا أسباب نزول الايات القرآنية [23] .
3. استشهاده بالشعر في معظم الايات التي يذكرها [24] ، ولكن هذا العامل كان من السلبيات التي وصف بها منهج ابن إسحاق في كتابة السيرة من قبل نقدة الشعر وأهل المعرفة والدراية في بحوره وأوزانه والرواة له، إذ كان الجمحي [20] الجويني، مصطفى، مناهج في التفسير، منشاة المعارف، الاسكندرية، مصر، د. ت، ص 25. [21] الزيدي، كاصد، الدراسات القرآنية في سيرة ابن هشام، مجلة آداب الرافدين، كلية الاداب، جامعة الموصل، عدد 13، نيسان، 1981، ص 260. [22] المصدر نفسه، ص 260. [23] ينظر، الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، مكتبة عيسى البابي الحلبي، مصر، ط 2، 1954، 2/ 11، الطوسي، محمد بن الحسن، (ت 460 هـ) ، التبيان في تفسير القرآن، مكتبة الأمين، النجف، 1958، 3/ 17، 22، الطبرسي، الفضل بن الحسن (ت 548 هـ) ، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق: هاشم الرسولي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1379 هـ، 2/ 200. [24] ينظر، ابن هشام، السيرة، 1/ 23، 50، 51، 100، 213، 268، 413.