اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 490
حتى الآن- أن هذا النوع الأدبي لم يوجد، ولم توجد فكرته عند شاعر عربي معروف» [1] .
فهذا الرأي لا يقطع بخلو الأدب العربي من الملاحم فقط، بل ومن فكرته أيضا، في حين نجد باحثين آخرين يرون في الأدب العربي ما يشبه فن الملاحم، أو ما يعد بذرة له، فمنهم من يرى أن العرب «عرفوا الشعر الملحمي، ولكنهم لم يعرفوا الملحمة كبناء» [2] .
أي أن في الشعر العربي ما يحمل مواصفات الشعر الملحمي، لكنه لم ينظم في ملحمة متكاملة كتلك التي توجد في الآداب الآخرى، لأنهم «اعتنقوا الوصف في هذا الشعر وأهملوا القصة- نواة الملحمة- فاثروا الإيجاز على الإطالة، واكتفوا بالجزئيات دون الماهيات» [3] .
غير أننا نجد في العصر المملوكي ذكرا للملحمة، فقد أحضر أحدهم بين يدي السلطان، «فأمر بقطع يده ولسانه، وسبب ذلك أنه كتب ملحمة، وعتّق ورقها، وأهداها إلى شيخ، وذكر فيها أنه سيلي السلطنة» [4] .
فكأن الملحمة في مفهومهم هي تنبؤ بالمستقبل، ولا ندري من سياق الخبر فيما إذا كانت هذه الملحمة شعرا أو نثرا.
وأشار بعض الباحثين إلى وجود تشابه بين قصائد ومنظومات في الشعر العربي وبين نوع من الملاحم في الآداب الآخرى، ورجّحوا وجود حس ملحمي في قصائد [1] اسماعيل، عز الدين: الأدب وفنونه ص 128. [2] غريب، جورج: الشعر الملحمي ص 9. [3] المصدر نفسه ص 11. [4] ابن إياس: بدائع الزهور 1/ 2 ص 800.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 490