responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 159
البعثة، ونزول الوحي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأول مرة، ووصف ما جرى له من وراء ذلك، وهذا هو الجانب الذي اهتم به المتصوفة، جانب الوحي، وعالم الغيب، واتصال العالم المحسوس به، وهم الذين قامت طريقتهم على إيجاد هذه العلاقة وإقامتها بين العالمين.
وقد حفلت القصيدة بالرموز الصوفية التي يحار فيها المتلقي مثل (سينية صادية، دندن دن) وهي تعبير عن الأسرار الإلهية التي حرص الصوفية على إخفائها عن غيرهم وعن المبتدئين منهم ولذلك نجد ابن عربي يقول عن نفسه:
إنّي خصصت بسّر ليس يعلمه ... إلّا أنا والذي في الشّرع نتبعه
هو النّبيّ رسول الله خير فتى ... بالله نتبعه فيما يشّرعه «1»
ويصل ابن عربي في قوله في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الحد الذي لا مزيد بعده، فهو يذهب إلى أن الناس تعجز عن إدراك صفاته، لأنه نسيج وحده، ويشي كلامه بأن له شيئا من الصفات الإلهية، فيقول:
اليثربيّ الذي لا نعت يضبطه ... ولا مقام ولا حال يعيّنه
مرخى العنان على الإطلاق نشأته ... قامت فلا أحد منّا يبيّنه
من قال إنّ له نعتا فليس له ... علم به عند ما يبدو مكوّنه
فعلمنا إن علمناه يشير به ... وجهلنا هو في علمي يزيّنه «2»
وأكثر ما تعلق به المتصوفة من معجزات الرسول الكريم، ومن سيرته، هو الإسراء والمعراج، فإن هذه المعجزة التي انتقل فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى جوار ربه وعاد، والتي

(1) ابن عربي: الفتوحات المكية 4/ 153.
(2) المصدر نفسه: 4/ 80.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست