اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 35
الفضول وهو ما لا يقبل القسمة من مال الغنيمة. وقد أجمل ذلك عبد الله بن عنمة الضبي في رئاسة بسطام بن قيس سيد شيبان:
لك المرباع منها والصفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول
وهذه كلها حقوق الرياسة في الجاهلية[1]. كما كان العزيز منهم ينفرد بالحمى لنفسه كما فعل كليب بن ربيعة سيد بني تغلب[2].
على أن المظهر السياسي للقبيلة يظهر في الحرب أكثر من ظهوره في السلم؛ فالقبيلة تعيش متفرقة بمراعيها وحالتها الخاصة، إلى أن تشتبك مع قبيلة أخرى في حرب، وهنا يتجلى المظهر السياسي؛ فإن عشائرها وبطونها تتجمع كلها تحت لواء واحد، كما تجتهد في أن تجد لها حلفاء من القبائل الأخرى؛ لتتقوى بهم على عدوها، لذلك كانت الحرب هي مظهر الحياة السياسية بين القبائل لما تتطلبه من جهود خاصة وتبعيات تجعل كل أفراد القبيلة يشعرون بحاجتهم إلى التجمع والتضامن، ولما يلابسها من أحداث سياسية خاصة توجب اتصال القبيلة بغيرها من القبائل. [1] ابن الأثير: الكامل [1]/ 375 وحاشيتها. العقد الفريد 5/ 213 الآلوسي [1]/ 293. [2] العقد الفريد: 5/ 213- 214. الأغاني 5/ 34 - 64 الآلوسي 2/ 31- 36. التشكيل الاجتماعي للقبيلة العربية:
كانت القبيلة العربية وحدة الحياة الاجتماعية كما كانت وحدة الحياة السياسية. وكانت كل قبيلة تؤمن بوجود رابطة تجمع بين أفرادها على أساس من وحدة الدم ووحدة الجماعة. وفي ظل هذه الرابطة وفي ظل القانون العرفي الذي نشأ على أساسها: انقسم المجتمع القبلي إلى طبقات اجتماعية ثلاث:
1- طبقة الأحرار أبناء القبيلة الصرحاء[1]: وهم الذين يجمع بينهم الدم الواحد والنسب المشترك.
2- طبقة الموالي: وهم من انضموا إلى القبيلة من العرب الأحرار من غير أبنائها عن طريق الجوار أو الحلف أو العتقاء من الأرقاء فيها. [1] العقد الفريد: 5/ 229.
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 35