responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 236
المحدِّثين[1] جزموا بأنَّها غزوة.
ربَّما لأنَّ الجيش الذي شارك فيها أكبر بكثير من العدد المتعارف عليه في مصطلح السرية[2]، أو لأنَّ بعض شهود العيان من الصحابة الذين شاركوا فيها سموها بذلك[3].
وورد في بعض الروايات تسميتها بالسرية[4]،وجزم بذلك الحلبي[5].
قلت: وتسميتها بالوقعة، أو جيش الأُمراء، يُعدّ خروجاً من النِّزاع، وحلاًّ وسطاً، إذ أنَّ تسميتها بالغزوة مخالف لاصطلاح أهل السير والمغازي، واللغة في ذلك، لأنَّه لم يحضرها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،كذلك تسميتها بالسرية لا يتَّفِق مع اصطلاحهم في العدد المتعارف عليه فيها[6].
والله تعالى أعلم.

1انظر (ابن أبي شيبة: المصنَّف14/512،البخاري: الصحيح5/86،الهيثمي: مجمع6/156) .
[2] انظر (ابن الأثير: النهاية [2]/263، بريك أبو مايلة: السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة 44) .
[3] وقع ذلك في حديث عوف بن مالك الأشجعي عند مسلم (الصحيح 4/24) ، وعند أبي داود (السنن 3/163) ، وفي حديث أُمِّ سلمة رضي الله تعالى عنها عند الحاكم (المستدرك 3/45) .
[4] انظر: ابن سعد: طبقات [2]/128، البلاذري: أنساب [1]/380.
[5] قال الحلبي (سيرة [2]/793) : والحق أنَّها ليست من الغزوات، بل من السرايا، لأنه
صلَّى الله عليه وسلَّم لم يكن فيها.
[6] انظر: ابن الأثير: النهاية [2]/363، الثعالبي: فقه اللغة 219 - 220، يحي بن علي الخطيب: كنز الحُفَّاظ في كتاب تهذيب الألفاظ لابن السكيت 50، ابن حجر: فتح 8/56، اللسان والقاموس، مادَّة (سرا) .
ذلك الاستعداد الجيد، فإنَّ الخبر بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين من المدينة سريعاً لإمداد إخوانهم في مؤتة، ربَّما يكون قد وصل إلى مسامع الروم وحلفائهم أسرع مِمَّا كان متصوَّراً في ذلك الوقت:
[79] نظراً للتأييد الإلهي للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بتلك المعجزة النبوية التي خصَّه الله بها دون غيره من الأنبياء، وهي النَّصر بالرُّعب مسيرة شهر[1].
والمسافة بين المدينة وبيت المقدس كانت تساوي مسيرة شهر في ذلك الوقت، فإذا علمنا أنَّ مؤتة كانت أقرب للمدينة من بيت المقدس، فإنه لا بُدَّ أن يكون الرعب قد دخل قلوب الروم وحلفائهم منذ اللحظة التي تحرَّك فيها النَّبيّ صلى الله عليه وسلم مع المسلمين من المدينة، فآثروا السلامة، مكتفين بما حقَّقوه في بداية المعركة، وتجنَّبوا المغامرة الخطرة في تعقُّب المسلمين، خوفاً من الاصطدام بالمدد النَّبَويِّ المتحرِّك سريعاً من المدينة صَوْب منطقة العمليات في مؤتة.
ولم توضِّح الرواية، ما حدث بعد ذلك، وإن كان ابن أبي شيبة، قد زاد في روايته للخبر أحداثاً تفرَّد بها حول سير النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالمسلمين، ولكنَّها قد تكون مدرجة من حديثٍ آخر[2].

[1] أخرج البخاري في الصحيح (فتح الباري 1/436) عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عمهما قال: "إنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أُعطيت خمساً لم يُعطَهُنَّ أحدٌ قبلي: نُصِرتُ بالرُّعب مسيرة شهر، وجُعِلَت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيُّما رجلٍ مِن أُمَّتي أدركته الصَّلاة فليُصَلِّ، وأُحِلَّت لي الغنائم ولم تُحَلّ لأحدٍ قبلي، وأُعطيت الشفاعة، وكان النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلى قومه خاصّة، وبُعِثْتُ إلى الناس عامة".
[2] انظر: (المصنَّف 14/512 - 516) .
اسم الکتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست