responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 235
المبحث الثاني: تحرُّك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالمسلمين سريعاً لإمداد أهل مؤتة:
كان الروم وحلفاؤهم قد أحجموا عن مطاردة المسلمين نتيجة تلك المناورة الذكية التي قام بها خالد بن الوليد - رضي الله تعالى عنه - في ميدان المعركة، ولكنَّ الذي زادهم إحجاماً ورعباً، تلك المناورة الأذكى من مبتكر المناورات الذكية الذي سمَّى:
[77] "الحربَ خدعة"[1]. القائد الأعلى للقوات الإسلامية، رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي ما أن وصله الخبر مباشرةً عن أحداث المعركة بواسطة الوحي الإلهي، حتَّى أمر المسلمين في المدينة - بعد أن قصَّ عليهم الخبر - كما أسلفنا - بالتحرُّك سريعاً لإمداد المسلمين في مؤتة، حيث قال - كما في حديث أبي قتادة رضي الله عنه -:
[78] "انفروا، فأمدُّوا إخوانكم ولا يتخلَّفَنَّ منكم أَحَد، فنفروا في حَرٍّ شديدٍ، مشاةً وركبانا، وذلك في حَرٍّ شديدٍ"[2].
وإذا كان خبر تحرُّك المسلمين سابقاً من المدينة نحو مؤتة، قد وصل إلى مسامع الروم وحلفائهم بسرعة فائقة، مكَّنتهم من الاستعداد لهم

[1] حديث صحيح. أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة، وجابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنهم. انظر: (فتح الباري 6/158) .
قال النووي (صحيح مسلم بشرح النووي 12/45) : واتَّفقوا على جواز خداع الكُفَّار في الحرب كيفما أمكن، إلاَّ أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يجوز.
[2] سبق تخريجه برقم [15] .
الباب الثاني: غزوة مؤتة
الفصل الأول: إسم المعركة، وموقعها
المبحث الأول: إسم المعركة
...
المبحث الأوَّل: اسم المعركة:
اختلف الرواة والإخباريون والمؤرِّخون، ومَن نَقَلَ عنهم من المتأخرين مِمَّن كتب عن مؤتة في هذه المعركة العظيمة: هل هي غزوة، أو سرية؟ فبينما وردت تسميتها في بعض الروايات بغزوة جيش الأمراء[1]، أطلق عليها بعضهم وقعة مؤتة[2]، فيما تردَّد آخرون بين كونها غزوة أو سرية[3]، على أنَّ أكثر أهل المغازي والسير[4]، ومَن تبعهم من

[1] قال الزرقاني (شرح 2/267) : وفي بعض الروايات تسميتها غزوة جيش الأُمراء، وذلك لكثرة جيش المسلمين فيها، وما لاقوه من الحرب الشديدة مع الكُفَّار.
قلت: وردت هذه التسمية في رواية أبي قتادة رضي الله عنه التي أخرجها أحمد، وغيره، وسوف يتم تخريجها لاحقاً إن شاء الله تعالى، كما عنْوَن ابن خلدون للمعركة بذلك في تاريخه 2/455.
[2] انظر (ابن خياط: تاريخ 86، الذهبي: العبر 1/9) .
[3] قال البنا (الفتح الرباني 21/136) باب ما جاء في سرية زيد بن حارثة إلى مؤتة، من أرض الشام، في جمادى الأولى سنة ثمان، ويقال لها غزوة مؤتة.
وعنْوَن لها ابن كثير (البداية 4/241) بغزوة مؤتة، ثُمَّ قال: وهي سرية زيد بن حارثة ... الخ.
[4] انظر (ابن هشام: سيرة 2/373، الواقدي: مغازي 2/755، الطبري: تاريخ 3/36، ابن عبد البر: درر222،أبونعيم: دلائل2/528، البيهقي: دلائل4/358، ابن الأثير: الكامل2/234، ابن سيد النَّاس: عيون 2/198، ابن حزم: جوامع 220، السهيلي: الروض 7/31، ابن القيم: زاد 2/155، الأشخر اليماني: بهجة 1/390) .
اسم الکتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست