responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    الجزء : 1  صفحة : 279
عليه، إذا وقف وقفت وإذا سار سارت حتى انتهى إلى هذا الموضع الحديث.
وكان صلى الله عليه وسلم يشب شبابًا لا يشبه الغلمان.
قالت حليمة: فلما فصلته قدمنا به على أمه، ونحن أحرص شيء على مكثه فينا، لما نرى من بركته، فكلمنا أمه وقلنا: لو تركتيه عندنا حتى يغلظ، فإنا نخشى عليه وباء مكة..............................

عليه إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت" معه تظلله "حتى انتهى إلى هذا الموضع" الذي نحن فيه "الحديث" وفيه إظلال الغمام له صلى الله عليه وسلم، فهو حجة على من أنكره.
قال ابن جماعة من ذهب إلى أن حديث إظلال الغمام لم يصح بين المحدثين فهو باطل، نعم لم يكن كما قال السخاوي وغيره دائمًا في حديث الهجرة: إن الشمس أصابته صلى الله عليه وسلم وظلله أبو بكر بردائه، وثبت أنه كان بالجعرانة ومعه ثوب قد أظل عليه، وأنهم كانوا إذا أتوا على شجرة ظليلة تركوها له صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك.
"وكان صلى الله عليه وسلم يشب" بكسر الشين من باب ضرب "شبابًا لا يشبه" أي: لا يشب مثله: "الغلمان" كذا في رواية ابن إسحاق محملا، وفي شواهد النبوة: روي أنه صلى الله عليه وسلم لما صار ابن شهرين كان يتزحلف مع الصبيان إلى كل جانب، وفي ثلاثة أشهر كان يقوم على قدميه، وفي أربعة كان يمسك الجدار ويمشي، وفي خمسة حصل له القدرة على المشي، ولما تم له ستة أشهر كان يسرع في المشي، وفي سبعة أشهر كان يسعى ويغدو إلى كل جانب، ولما مضى له ثمانية أشهر شرع يتكلم بكلام فصيح، وفي عشرة أشهر كان يرمي السهام مع الصبيان.
"قالت حليمة: فلما فصلته" بعد مضي عامين "قدمنا به على أمه" على عادة المراضع في إتيانهن بالأولاد إلى أمهاتهم بعد تمام الرضاع، فأتت به موافقة لهن، ثم حاولت الرجوع به لنصل إلى مقصودها؛ كما أفاده قولها: "ونحن أحرص شيء على مكثه فينا لما نرى من بركته" أي: حرصنا على مكثه فينا أشد من حرص كل حريص على شيء يحرص عليه، فلا يرد أن أفعل التفضيل عض ما يضاف إليه، ومعلوم أن حليمة وزوجها وابنتها لم يشاركهم جميع الناس في الحرص على مكثه فيهم. "فكلمنا أمه" وبيان الكلام "وقلنا" نود "لو تركتيه عندنا حتى يغلظ" أي: يعظم جسمه وتزيد قوته، فلو للتمني أو جوابها محذوف، أي: لكان خيرًا له بدليل "فإنا نخشى عليه وباء مكة" بالهمز مقصورًا وممدودًا؛ كما في النهاية والصحاح والقاموس. وفسره بأنه الطاعون أو كل مرض عام، والظاهر أن المراد هنا الثاني، ومن ثم فسره الشامي بأنه كثرة الموت والمرض.
اسم الکتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست