responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    الجزء : 1  صفحة : 280
ولم نزل بها حتى ردته معنا فرجعنا به.
فوالله إنه لبعد مقدمنا بشهرين أو ثلاثة مع أخيه من الرضاعة، لفي بهم لنا خلف بيوتنا، جاء أخوه يشتد، فقال: ذاك أخي القرشي، قد جاءه رجلان عليهما ثياب بيض، فأضجعاه وشقا بطنه، فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه، فنجده قائمًا منتقعًا لونه، فاعتنقه أبوه وقال: أي بني، ما شأنك، قال: "جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني، ثم استخرجا منه شيئًا فطرحاه، ثم رداه كما كان". فرجعناه معنا، فقال أبوه: يا حليمة خشيت أن يكون ابني قد أصيب، فانطلقي بنا نرده إلى أهله قبل أن يظهر به..........................

"ولم نزل" نتلطف" بها حتى ردته معنا، فرجعنا به فوالله إنه لبعد مقدمنا بشهرين أو ثلاثة" شكت "مع أخيه من الرضاعة" عبد الله "لفي بهم لنا خلف بيوتنا جاء أخوه يشتد" يسرع في المشي "فقال: ذاك أخي القرشي، قد جاء رجلان" ملكان في صورة رجلين "عليهما ثياب بيض فأضجعاه وشقا بطنه" بعد أن صعدا به ذروة الجبل؛ كما في رواية البيهقي الآتية. "فخرجت أنا وأبوه" من الرضاعة وهو زوجها "نشتد نحوه، فنجده قائمًا" من استعمال المضارع موضع الماضي ففي الكلام حذف، أي: وما زلنا نسرع إلى أن وجدناه قائمًا "منتقعًا لونه" بنون ففوقية فقاف مفتوحة، أي: متغيرًا، قال الكسائي: انتقع مبنيًا إذا تغير من حزن أو فزع، قال: وكذا ابتقع بالموحدة، وامتقع بالميم أجود، قال الجوهري: أي: مبنيًا للمفعول وبه صرح المجد، واقتصر البرهان والشامي.
وفي المصباح: ما يفيد بناءه للفاعل. "فاعتنقه أبوه، وقال: أي بني! ما شأنك" ما حالك "قال: "جاءني رجلان" ", هما جبريل وميكائيل؛ كما في النور، "عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني" ولا ينافي هذا قوله الآتي قريبًا: "فعمد أحدهم فأضجعني على الأرض"؛ لجواز أنه نسب الإضجاع إلى مجموعهما وإن كان في الحقيقة من واحد مجازًا أو نزل فعل المشارك له في الغسل ونحوه منزلة المشارك في نفس الإضجاع، فأطلق عليه اسمه.
"ثم استخرجا منه شيئًا" هو مضغة سوداء؛ كما في الحديث الآتي على الأثر، "فطرحاه ثم رداه كما كان" قالت حليمة: "فرجعناه معنا، فقال أبوه: يا حليمة، قد خشيت" خفت "أن يكون ابني قد أصيب من الجن، وأصل الخشية الخوف مع الإجلال، لكنها هنا في مجرد الخوف؛ لأن المعنى: نخاف عليه ما يصيبه من الجن. "فانطلقي بنا نرده إلى أهله قبل أن يظهر به
اسم الکتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست