responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 99
عزمه على أن يمنع الرسول الكريم بأيّ ثمن. وبدا لهم أن نشوب حرب ضروس في ما بينهم خليق به أن يكون مفعما بخطر عظيم. إن ذلك قد يقتضي على سلطان قبيلتهم وسيادتها إلى الأبد. وهكذا قاموا هذه المرة بمحاولة أخرى لحمل ابي طالب على الاذعان من طريق الاغراء بدلا من حمله على ذلك من طريق الوعيد. لقد مشوا إلى أبي طالب، مصطحبين عمارة بن الوليد [بن المغيرة] وكان فتى وسيما، وطلبوا اليه أن يتخذه ولدا ويسلمهم محمدا قائلين: «إن هذا الفتى أنهد فتى في قريش وأجمله فخذه فلك عقله ونصره واتخذه ولدا فهو لك، وأسلم الينا ابن أخيك هذا الذي خالف دينك ودين آبائك وفرّق جماعة قومه وسفّه أحلامهم، فنقتله فأنما هو رجل برجل!» فأجابهم أبو طالب: «لبئس ما تسومونني! أتعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه!؟ ان ذلك لن يكون أبدا.» وهكذا خاب سعي القرشيين كرة أخرى. وخشي أبو طالب أن يتخذوا اجراآت عنيفة ضد اسرته، بني هاشم، فدعا اليه أعضاء الاسرة كلّهم، وحذّرهم من الخطر المرتقب. فأجمعت آراؤهم على ان الرسول الكريم لن يسلم إلى قريش أيا ما كانت الاجراآت التي قد تتخذها ضد بني هاشم. وباستثناء ابي لهب وحده، الذي كان قد انضم إلى قريش ضدهم، أعلنت الاسرة كلها استعدادها للدفاع عن النبي الكريم بقوة السلاح. إلى هذا الحد كانت شعبية الرسول قوية عند بني هاشم كلهم. لقد بجّلوه جميعا وأخلصوا الودّ له، قلبا وروحا، لخلقه العظيم. ولقد كانوا، برغم خلافاتهم الدينية معه، مستعدين لأن يمنعوه من قريش ولو هلكوا في ذلك.
بيد ان القرشيين لم يكونوا قد استنفدوا بعد سبل الوصول إلى تسوية من غير ما لجوء إلى سفك الدماء. كان لا يزال في أيديهم ورقة أخيرة يلعبونها. لقد أثبتت التجربة أن الاضطهاد غير مجد، ولكن

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست