responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 97
الآلهة انها لا تستطيع ان تعود عليهم بأي نفع، أو ان تدفع عنهم أيما ضرّ، وان تعدد الآلهة والوثنية سبيلان وخيمان. [وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ، وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً.] * وإنما عمدت قريش إلى تشويه هذا النص، وأمثاله، وإلباسه صورة السّب لآلهتها، ابتغاء إهاجة ابي طالب وإيغار صدره على محمد.
بيد ان الرسول أدى رسالته، كالمعتاد؛ ويوما بعد يوم استحوذت حقيقة الاسلام على عدد من قلوب العرب غير يسير. حتى إذا وجدت قريش أن تحذيرها السابق لأبي طالب لم يلق منه غير التجاهل عقدت النية على معاودة الكرة والالحاف في ذلك حتى يحسم الأمر بالكلّية.
فمشى أشرافها إلى أبي طالب، إن لك سنّا وشرفا ومنزلة الأوّل لديه [قائلين: «يا أبا طالب، إن لك سنّا وشرفا ومنزلة فينا،] وقد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا [من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا،] حتّى تكفّه عنا أو ننازله واياك حتى يهلك أحد الفريقين.» وهذا، إذا جاز التعبير، انذار لأبي طالب بالحرب. وكان الموقف، من غير ريب، بالغ الدقة. لقد وجد ابو طالب نفسه في مأزق حرج، كان أمامه سبيلان: إمكانية الحرب ضد أهله وعشيرته من ناحية وحبّه العميق لابن أخيه من ناحية، فلم يكن من اليسير عليه ان يقرر أيّ سبيل يختار. وفي هذه الحال من القلق والارتباك استدعى محمدا وشرح له الموقف من نواحيه جميعا، وقال له: «أبق عليّ، وعلى نفسك، ولا تحمّلني من الأمر ما لا اطيق. إنه لا قبل لي بمقاومة قريش كلها مجتمعة.»
وضع حرج حقا! القبيلة كلها ظمأى للدم، ولولا تدخّل ابي

(*) السورة 25، الآية 55.
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست