responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 127
جامعة يوم غادر الرسول قباء ودخل مدينة يثرب.
حتى إذا نظّم الرسول الصلاة على هذا النحو التفت إلى مسألة إعالة اللاجئين. كان معظمهم، خلال مقامهم في مكة، يحيون في رغد وسعة، بيد انهم اضطروا بعد ذلك إلى ان يخلّفوا ثرواتهم وممتلكاتهم وراءهم. وهكذا عقد الرسول اخوة بين الأنصار والمهاجرين- أخوّة فريدة في تاريخ العالم. فجمع برباط الاخاء بين المرء من المهاجرين والمرء من الانصار. ولقد أخذ القوم باسباب التعاطف والحب اللذين بنيت عليهما هذه الأخوّة الجديدة أخذا رائعا لم يسبق إلى مثله. فآوى كل من الانصار أخا له من المهاجرين، فشاطره بيته، وقاسمه أمواله وأمتعته على نحو متكافئ. وكان الأنصار أصحاب زراعة، ولقد رغبوا في ان يقتسموا مزارعهم مع إخوتهم بالتساوي. وكان المهاجرون أصحاب تجارة، فهم يجهلون الزراعة جهلا كاملا. وحين أدرك الانصار ذلك قالوا انهم سوف ينهضون بالعبء كله بأنفسهم ويقدّمون نصف الغلال إلى المهاجرين. وبكلمة موجزة، فقد كانت الرابطة الجديدة من القوة بحيث بزّت حتى صلة الدم بين الاخوة الأشقاء. يدلك على ذلك أن ممتلكات أحد المتآخيين كانت، إذا ما توفاه الله إليه، لا يرثها أخوه من أبيه بل أخوه في الإيمان. ولكن القرآن الكريم حظّر أن يذهب بتلك الرابطة إلى هذا المدى، وأوصى بأن ينتقل الارث، بالطريق الطبيعي، إلى ذوي الارحام. [وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ. وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.] *
ولئن كانت هذه هي روح التضحية الأصلية التي تلقّى بها الأنصار اخوانهم في الدين فأن المهاجرين، بدورهم، لم يستغلوا مشاركتهم

(*) السورة 8، الآية 75.
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست