responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 126
لغلامين يتيمين [هما سهل وسهيل ابنا عمرو] ، فقدّماه للرسول، بالمجان، لبناء مسجد عليه، ولكنه لم يرتض أن يقبله من غير ثمن.
وهكذا تعين عليهما أن يقبلا الثمن. فكان أول عمل تمّ هناك هو بناء المسجد، وقد شيّده الرسول وأصحابه بأيديهم. والواقع ان كل امرئ اعتبر هذا العمل التطوّعي فخرا له وشرفا، فكانوا يردّدون مع الرسول، وهم يرفعون قواعد المسجد: «اللهم، لا سعادة إلا سعادة الدار الآخرة. اللهم، انصر المهاجرين والانصار!»
وكان المسجد يتّسم بالبساطة الكاملة: فقد بنيت جدرانه الاربعة من الآجر، ودعم سقفه بجذوع النخيل، وغطي بسعف الشجر نفسه.
ولم يكن قادرا، بوصفه هذا، على أن يذود المطر عن أرضه غير المعبّدة، فهو يجعلها موحلة. وللتغلب على هذه العقبة، فرشت أرضه بالحصى، وفي زاوية من الفناء أقيم ضرب من المنصّة المسقوفة لايواء من لا سكن لهم ولا أسرة. ولقد عرف الذين أقاموا هناك بأهل الصّفّة. وكان هذا، إذا جاز التعبير، ضربا من المدرسة الدينية ملحقا بالمسجد، ذلك بأن هؤلاء القوم كرّسوا وقتهم لدراسة الدين. وفي محاذاة المسجد بني مسكنان لأسرة الرسول.
كان المسلمون، خلال مقامهم في مكة، لا يستطيعون اقامة الصلاة على رؤوس الاشهاد جماعة. أما وقد أجازت حال السلم في المدينة اقامة الصلوات جهارا فقد درست ذات يوم مختلف الطرائق التي يستطاع بها دعوة المؤمنين إلى الصلاة في مواقيتها. وفي الليلة نفسها كان عمر [ابن الخطاب] قد رأى في ما يرى النائم رجلا يردد «الله اكبر! الله اكبر!» - أي نص الأذان الذي أمسى منذ ذلك الحين ملء الأسماع. وفي صباح اليوم التالي قصّ رؤياه على الرسول. وكان صحابي آخر قد رأى الرؤيا نفسها أيضا. فلم يكن من الرسول إلا ان تبنّى هذا النصّ أذانا رسميا. وأقيمت هنا أول صلاة جمعة

اسم الکتاب : حياة محمد ورسالته المؤلف : اللاهوري القادياني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست