responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 513
الإخراج بصورة حسية مع أنه مع المعنويات التي يدركها العقل المجرد.
وقوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ} [1] لترى قيمة هذه الصفات التي تكاد تخرجهم عن دائرة البشر إلى عالم لا يسمع ولا يتكلم ولا يرى؛ بسبب عتوهم وكفرهم.
وقوله سبحانه: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [2] فكلمات "ينقضون ويقطعون ويوصل" تصور الأمور المعنوية في صور المحس الملموس، وفي القرآن من أمثال ذلك عدد ضخم.
وقد يأتي القرآن الكريم بكلمتين فيهما سر الإيحاء ومصدره، كالجمع بين الناس والحجارة، في قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [3]، فهذا الجمع يوحي إلى النفس بالمشاكلة بينهما والتشابه.
وقد تكون العبارة بجملتها هي الموحية، كما نجد ذلك في قوله تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [4] أولا تجد هذه الثيات من النار، موحية لك بما يقاسيه هؤلاء القوم من عذاب أليم، فقد خلقت الثياب يتقي بها اللابس الحر والقر، فماذا يكون الحال إذا قدت الثياب من النيران؟!!
ومن هذا الباب قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [5]، فإن الظلة إنما تكون ليتقى بها وهج الشمس، فكيف إذا كانت الظلة نفسها من النيران؟!!

[1] سورة البقرة آية 18.
[2] سورة البقرة آية 27.
[3] سورة البقرة آية 24.
[4] سورة الحج آية 19.
[5] سورة الزمر آية 16.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست