اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 514
يقول السيوطي في الإتقان: المعنى الواحد قد يخبر عنه بألفاظ بعضها أحسن من بعض، وكذلك كل واحد من جزأي الجملة قد يعبر عنه بأفصح ما يلائم الجزء الآخر، ولا بد من استحضار معاني الجمل، واستحضار جميع ما يلائمها من الألفاظ ثم استعمال وأفصحها، واستحضار هذا متعذر على البشر، في أكثر الأحوال، وذلك ميسر حاصل في علم الله، فلذلك كان القرآن الكريم أحسن الحديث وأفصحه، وإن كان مشتملا على الفصيح والأفصح، والمليح والأملح؛ ولذلك أمثلة منها قوله تعالى: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} [1]، من جهة أن الثمر لا يشعر بمصيره إلى حال يجنى فيها، ومن جهة مؤاخاة الفواصل.
ومنها قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ} أحسن من التعبير بـ"تقرأ" لثقله بالهمزة.
ومنها: {لا رَيْبَ فِيهِ} أحسن من "لا شك فيه" لثقل الإدغام، وهذا كثر ذكر الريب.
ومنها: {وَلا تَهِنُوا} أحسن من "ولا تضعفوا" لخفته.
ومنها: {وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} أحسن من "ضعف" لأن الفتحة أخف من الضمة.
ومنها: "أمن" أخف من "صدق"؛ ولذا كان ذكر الإيمان أكثر من ذكر التصديق.
ومنها: {آثَرَكَ اللَّهُ} أخف من "فضلك".
ومنها: "آتَى" أخف من "أعطى".
ومنها: "أنذر" أخف من "خوف". [1] سورة الرحمن آية 54.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 514