اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 512
يشير إلى كثرة إسالة الدم والعدوان.
وكلمة "انفجر" في قوله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} [1] لما فيها من المفاجأة والانطلاق والكثرة والدهشة.
وكلمة "يخرون" في الآية: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا، وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [2] لدلالة يخرون على الاقتناع والخضوع وقوة الإيمان.
ومن بلاغة القرآن الكريم وتعمقه في التصوير الحركي، نراه يعبر عن المعنى المعقول بألفاظ تدل على محسوسات، تبين أثر ما يوحيه هذا النوع من الألفاظ في النفس، ذلك أن تصوير الأمر المعنوي في صورة الشيء المحسوس يزيده تمكنا من النفس، وتأثيرا في الوجدان، ويكفي أن نقرأ قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [3]، وقوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ} [4]، لترى قدرة كلمة "ختم" في تصوير امتناع دخول الحق قلوب هؤلاء الناس، وقوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} [5] لترى قيمة كلمتي "الظلمات والنور" في إثارة العاطفة وتصوير الحق والباطل، وتلمس من كلمة "يخرجونهم" ففيها دلالة على تصوير [1] سورة البقرة آية 60. [2] سورة الإسراء آيات 107، 108. [3] سورة البقرة آية 7. [4] سورة الجاثية آية 23. [5] سورة البقرة آية 257.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 512