اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 403
4- يروي البخاري في صحيحه عن ابن عبسة عند قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء[1].
وقد رد الجمهور وهم أصحاب الرأي الثالث، القائلون بأن الإسراء والمعراج كان بالجسد والروح معا، على الرأيين السابقين بإبطال أدلتهم وردها.
رد أدلة أصحاب الرأي الأول:
قال أصحاب الرأي الثالث: إن رؤيا الأنبياء وحي، وبها تثبت الحقائق والمعلومات، إلا أن الإعجاز في الإسراء والمعراج لا يتم إلا إذا كان بالجسد مع الروح؛ لأن المقصود إثبات ما شاهده النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة حسية حقيقية.. وبذلك لا يتحقق بإسراء الروح ما قصد بإسراء الجسد.
وأيضا فإن الرؤيا تأتي بمعنى الرؤية، ومن ذلك قول الشاعر:
وكبر للرؤيا وهش فؤاده ... وبشر قلبا كان جما بلابله
وما كانت الرؤيا فتنة للناس، إلا لأنها رؤيا بالبصر، وقد قال الكفار: يزعم محمد أنه أتى بيت المقدس، ورجع إلى مكة في ليلته، والعير ترد إليها شهرا مقبلة وشهرا مدبرة، ولو كانت رؤيا نوم لم يستبعد أحد منهم هذا، فمعلوم أن النائم قد يرى نفسه في السماء، وفي المشرق، وفي المغرب، ولا يستبعد منه ذلك.
وأما استشهادهم بقوله صلى الله عليه وسلم: "بين النائم واليقظان، ثم استيقظت"، فالظاهر أن تلك الأقوال كان في أول وصول الملك، وبعد يقظته كان الإسراء.
وأيضا فإن أحاديث الإسراء تتضمن ألفاظا صريحة تؤكد أن الإسراء والمعراج كانا بالجسد والروح. [1] صحيح البخاري - كتاب التفسير ج6 ص160.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 403