اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 402
وعلى هذا يثبت أن الإسراء كان بالجسد والروح، أما المعراج فكان بالروح فقط؛ لأن كفار مكة لم يعترضوا عليه مع كثرة المشاهد التي حكاها الرسول صلى الله عليه وسلم حين رؤيته لها في معراجه، ولو كان المعراج بالجسد لكثر الاعتراض.
الرأي الثالث: الإسراء والمعراج كانا بالجسد والروح
يذهب جمهور علماء السلف والخلف من الفقهاء والمفسرين والمحدثين إلى أن الإسراء والمعراج كانا يقظة بالجسد والروح، ويستدلون على ذلك بما يلي:
1- يقول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، فقد ذكرت الآية أن الإسراء كان بعبده المكون من الجسد والروح؛ لأنهما حقيقة العبد، وظاهر اللفظ يدل على هذه الحقيقة، ومن المعلوم أنه لا يعدل عن الظاهر والحقيقة إلى التأويل إلا عند استحالة حقيقة الظاهر، ولا استحالة في قدرة الله أن يسري بعبده روحا وجسدا، فلزم أن يكون الإسراء بهما.
2- يقول الله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [1]، ففي الآية إثبات واضح على أن الرؤية كانت بالبصر، وأسندها الله للبصر احترازا عن رؤية القلب.
3- يقول الله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [2]، ففي الآية دلالة على الرؤية البصرية؛ لأنها لو كانت مناما ما كانت كبرى، ولسلم بها من سمعها من كفار مكة. [1] سورة النجم آية 17. [2] سورة النجم آية 18.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 402