اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 272
الخصومة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم"1 "ثم ارتفعت الأصوات، وكثرت الخصومة واللغط"[2]، "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوم عامر بن الأضبط الأشجعي: هل لكم أن تأخذوا منا خمسين بعيرا، وخمسين إذا رجعنا إلى المدينة؟ فقال عيينة بن بدر: والله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحرقة[3] مثل ما أذاق نسائي".
"فقام رجل من بني ليث يقال له ابن مكيتل، وهو قصد من الرجال[4]، فقال: يا رسول الله، ما أجد لهذا القتيل مثلاً في غرة الإسلام[5]، إلا كغنم وردت فرميت أولادها فنفرت أخراها، اسنن اليوم، وغيِّر غدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لكم أن تأخذوا خمسين بعيرًا الآن، وخمسين إذا رجعنا إلى المدينة؟ فلم يزل بهم حتى رضوا بالدية، قال قوم محلم: ائتوا به حتى يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجاء رجل طوال ضرب اللحم[6] في حلة قد تهيأ فيها للقتل"[7]، "فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تدمعان، فقال: يا رسول الله إني قد فعلت الذي بلغك وإني أتوب إلى الله، فاستغفر لي يا رسول الله. فقال رسول الله: أقتلته بسلاحك في غرة الإسلام: اللهم لا تغفر لمحلم. بصوت عال" 8 "فقام وإنه ليتلقى دموعه بطرف ثوبه"[9].
قال راوي الحديث: "فأما نحن بيننا فنقول: قد استغفر له، ولكنه أظهر
1 من رواية ابن إسحاق عند ابن هشام، سيرة (4/327) . [2] من رواية ابن إسحاق عند البيهقي، دلائل (4/308) . [3] الحرقة: التوجع والألم والحرارة. (اللسان: حرق) . [4] في رواية ابن إسحاق عند أحمد، والبلاذري، مكيتل رجل قصير مجموع. انظر البنا، الفتح (16/50) ، والبلاذري، أنساب (385) .
وعند ابن هشام (مكيثر) . سيرة (4/627) . [5] غرة الإسلام: أوله. ابن الأثير، النهاية (3/354) . [6] ضرب اللحم: خفيفه. (القاموس: ضربه) . [7] من رواية ابن إسحاق عند البيهقي، دلائل (3/306-307) .
8 من رواية ابن إسحاق عند أبي داود، سنن (4/643) . [9] من رواية ابن إسحاق عند البيهقي، دلائل (3/306-307) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 272