اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 271
قتادة بن ربعي رضي الله عنه[1]. فخرجوا حتى إذا توسطوا وادي أضم، مرَّ بهم رجل أشجعي يقال له عامر بن الأضبط[2] على جمل له ومعه زاده ومتاعه، فسلم عليهم بتحية الإسلام فأمسك عنه القوم. "وحمل عليه محلم بن جثامة، فقتله لشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره، ومتاعه"[3] ويذكر الواقدي[4]: أنهم لم يلقوا جمعًا، فانصرفوا راجعين حتى انتهوا إلى ذي خشب[5]، فبلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه إلى مكة، فيمموا شطر مكة حتى لحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بالسقيا[6].
وتلاحقت أحداث الفتح، ثم غزوة حنين، وبينما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة الظهر، إذ "عمد إلى ظل شجرة فجلس تحتها، وهو بحنين، فقام إليه الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، يختصمان في عامر بن أضبط الأشجعي، عيينة يطلب بدم عامر، وهو يومئذ رئيس غطفان، والأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة لمكانه من خندف، فتداولا [1] الواقدي، مغازي (2/797) ، وابن سعد، طبقات (2/133) . [2] عامر بن الأضبط الأشجعي، ذكره ابن شاهين وغيره، وساق قصة تدل على أنه قتل حين أسلم قبل أن يلقى النبي صلى الله عليه وسلم. ابن حجر، إصابة (2/248) . [3] من رواية ابن إسحاق عند أحمد. البنا، الفتح (18/117) ، وعند ابن هشام، سيرة (4/626) ، وعند البلاذري، أنساب (385) ، والبيهقي، دلائل (4/305) . [4] انظر الواقدي، مغازي (2/797) . [5] ذي خشب: وادٍ على مسيرة ليلة من المدينة. الحموي، معجم البلدان (2/372) . [6] السقيا: قرية جامعة وهي في طريق مكة بينها وبين المدينة، وقال كثير: إنما سميت السقيا بما سقيت من الماء العذب وهي كثيرة الآبار والعيون والبرك، وبالسقيا مسجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنب الجبل وعنده عين وهي تجري إلى صدقات الحسين، عليها نخل كثير.
وقال عبد الله بن خميس: ونترك يمينا ونحن نجتاز حدود الحرم جبلا كبيرا ممتدًّا ما بين المأزمين وعرنة وبه شعب نتركه على يميننا قبيل المأزمين يقال له الآن السقيا، ويعبر عنه قديما بشعب السقيا، سقيا خالصة مولاة الخيزران. وقيل: إن البئر التي نثلها عبد الله بن الزبير إلى جانب بئره وبستانه هنالك.
يقول حمد الجاسر محقق المناسك: تعرف السقيا الآن باسم أم البرك، لكثرة ما كان فيها منها، وهي قرية كانت قبل سنتين (يعني عام 1967م) قوية لكونها على طريق مكة-المدينة، ولكن الطريق هذا عدل إلى الساحل فأصبح المرور بها قليلا. انظر الحربي، المناسك (ص 450) ، وحاشية رقم (3) ، والبكري، المعجم (3/742-743) ، وعبد الله بن خميس، المجاز بين اليمامة والحجاز (ص 296) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 271