اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 270
في السنة الثامنة الهجرية[1] وقبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة[2]، قام بعملية استعراضية مرسومة القصد منها تحويل انتباه قريش وحلفائها عن خطته لغزوها[3].
حيث أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم (سرية تحويلية) "إلى أضم وادٍ من أودية أشجع"[4] يشير الواقدي إلى أنها كانت بقوة ثمانية أفراد منهم عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي[5] ومحلَّم بن جثَّامة الليثي[6]، وكانوا تحت قيادة أبي [1] حدَّدها ابن سعد بأنها في أول شهر رمضان من تلك السنة. ابن سعد، طبقات (2/133) . [2] وقع ذلك في رواية ابن إسحاق عند الأموي في مغازيه والتي نقلها البغوي. انظر الواحدي، أسباب (204) . [3] ذكر ذلك الواقدي أثناء سياقه لغزوة الفتح حيث لم يفرد لهذه السرية فصلا خاصًّا بها، فقال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر إلى بطن أضم، ليظن ظان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى تلك الناحية، ولأن تذهب بذلك الأخبار. المغازي (2/796-797) .
وتابعه في ذلك كاتبه ابن سعد الذي ساق روايته عن جمع شيوخه بلفظ: قالوا. طبقات (2/133) .
قلت: هو ما يسمى اليوم بالعمليات الاستعراضية، التضليلية. انظر باهر عبد الهادي، مصطلحات عسكرية (ص 45) . [4] من رواية ابن إسحاق عند البيهقي، سنن (9/115) . قال البكري: وادٍ دون المدينة، قاله الطوسي. وقال عمرو الشيباني وابن الأعرابي: أضم جبل لأشجه وجهينة، وقيل: وادٍ لهم. البكري، معجم (1/165-166) .
وذكر الشريف: أن وادي أضم من أعظم أودية الحجاز، ويسمى اليوم وادي الحمض، وهو يسيل من الجنوب الشرقي لحرة خيبر، ويسير نحو الجنوب الغربي حتى يقارب (يثرب) المدينة. حيث تتصل به أودية فرعية منها وادي العقيق، ويتصل به كذلك وادي القرى. وهو يستمد مياهه من السيول التي تنحدر إليه من العيون التي عند خيبر، ثم يتجه غربا حيث يصب في البحر الأحمر جنوب قرية الوجه، ويبلغ طول وادي الحمض زهاء (900) كيلو متر، الشريف، مكة والمدينة: (ص 26) . [5] راوي الخبر، قال في الإصابة: "له ولأبيه صحبة"، وقال ابن منده: لا خلاف في صحبته. وقال البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان: له صحبة. وقال ابن سعد: أول مشاهده الحديبية، ثم خيبر، وقال ابن عساكر: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر، روى عنه يزيد بن عبد الله بن قسيط، وأبو بكر محمد بن عمرو بن حزم، وابنه القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد، شهد الجابية مع عمر، وقال ابن البرقي: جاءت عنه أربعة أحاديث. ابن حجر، إصابة (2/295) . [6] قال ابن حجر: محلم بن جثامة الليثي أخو الصعب بن جثامة، قال ابن عبد البر: يقال إنه الذي قتل عامر بن الأضبط، وقيل: إن محلمًا غير الذي قتل، وإنه نزل حمص ومات بها أيام ابن الزبير، ويقال: إنه مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن فلفظته الأرض مرة بعد أخرى.
قلت: جزم بالأول ابن السكن. ابن حجر، إصابة (3/369) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 270