اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 232
تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [1].
وهذه المرأة التي أسلمت فيما بعد[2] ذكرت ما شاهدته من خبيب حيث تقول: "ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلاّ رزق رزقه الله، فخرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين. ثم انصرف إليهم فقال: لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت، فكان أول من سنّ الركعتين عند القتل هو. ثم قال اللهم أحصهم عددا"[3].
ثم قتلوه رضي الله عنه وهو يحمس نفسه بأبيات يذكر فيها غربته وتألب المشركين عليه[4].
"وأما زيد بن الدثنة فاشتراه صفوان بن أمية فقتله بأبيه أمية بن خلف، قتله نسطاس مولى بني جمح"[5]. ويذكر ابن إسحاق بإسناد معضل أن أبا سفيان قد سأله مختبرا ثباته: "أنشدك الله يا زيد أتحب أن محمدا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدا الآن في [1] الأنعام (164) . [2] روى ابن حجر عن خلف في كتابه الأطراف: أن اسمها زينب بنت الحارث وهي أخت عقبة بن الحارث الذي قتل خبيبا، وقيل: امرأته، ووقع عند ابن إسحاق بسند معضل أن التي رأت القطف في يد خبيب هي ماوية مولاة حجين بن أبي إهاب، والتي حُبس في بيتها.
قال ابن حجر: فإن كان محفوظا احتمل أن يكون كلّ من ماوية وزينب رأت القطف في يده يأكله، وأن التي حُبس في بيتها ماوية، والتي كانت تحرسه زينب جمعا بين الروايتين. ويحتمل أن يكون الحارث أبا لماوية من الرضاع، ووقع عند ابن بطال: أن اسم المرأة جويرة، فيحتمل أن يكون لما رأى قول ابن إسحاق أنها مولاة حجين بن أبي إهاب أطلق عليها جويرة لكونها أمة، أو يكون وقع له رواية فيها اسمها جويرة. انظر ابن حجر، فتح (7/382) . [3] من رواية إبراهيم بن موسى. انظر البخاري، الصحيح (5/41) . [4] ورد منها بيتان في الصحيح هما:
ولست أُبالي حين أُقتل مسلمًا ... على أي شِقٍّ مان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلوٍ ممزع [5] من مراسيل عروة. وأخرجه الطبراني من طريق ابن لهيعة. انظر الطبراني، المعجم (5/261) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 232