responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 231
فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهما: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم، فجرَّروه وعالجوه أن يصحبهم فلم يفعل، فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيبًا بنو الحارث بن عامر بن نوفل[1]، وكان خبيب هو قَتَلَ الحارث يوم بدر[2].
فمكث عندهم أسيرًا حتى إذا أجمعوا قتله استعار موسى من بعض بنات الحارث ليستحد بها فأعارته، قالت: فغفلت عن صبي لي[3]. فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلما رأيتُه فزِعت فزعة عرف ذلك مني، وفي يده الموسى فقال: أتخشين أن أقتله، ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله4
نعم هذه هي أخلاق الإسلام التي أدهشت الكفار قديما وحديثا، لأنهم تعودوا على الانتقام العشوائي، ولا غرو في ذلك إذا كانوا يستقون أخلاقهم من قانون الغاب، بينما صدر أخلاق المسلمين القرآن الذي من مبادئه {وَلا

[1] يذكر الواقدي في روايته أن: خبيبا ابتاعه حُجين بن أبي إهاب بثمانين مثقال ذهب، ويقال: اشتراه بخمسين فريضة (أي بعير) ، ويقال: اشترته ابنة الحارث بن عامر بن نوفل بمائة من الإبل. انظر الواقدي، مغازي (2/311) .
ووقع في رواية بريدة الأسلمي: أن خبيبا بيع لبعض الجمحيين بأمة سوداء، وجاء عقبة بن عدي أحد بني نوفل بن عبد مناف يسأله أن يبيعه إياه فيقتله مكان طعيمة بن عدي، لأنه قتله يوم بدر فأبى أن يبيعه إياه وأعطاه إياه عطية. انظر أبا نعيم، دلائل (2/510) .
[2] قال ابن حجر: كذا وقع في حديث أبي هريرة واعتمد البخاري على ذلك، فذكر خبيب بن عدي فيمن شهد بدرا، وهو اعتماد متجه، لكن تعقبه الدمياطي بأن أهل المغازي لم يذكر أحد منهم أن خبيب بن عدي شهد بدرا ولا قتل الحارث بن عامر، وإنما ذكروا أن الذي قتل الحارث بن عامر ببدر خبيب بن أساف، وهو غير خبيب بن عدي، وهو خزرجي، وخبيب بن عدي أوسي. والله أعلم. ويلزم من الذي قال ذلك ردُّ هذا الحديث الصحيح فلو لم يقتل خبيب بن عدي الحارثَ بن عامر ما كان لاعتناء أبناء الحارث بأسر خبيب معنى ولا يقتله مع التصريح في الحديث الصحيح أنهم قتلوه به، لكن يحتمل أن يكون قتلوه بخبيب بن عدي لكون خبيب بن أساف قتل الحارث على عادتهم في الجاهلية بقتل بعض القبيلة عن بعض، ويحتمل أن يكون خبيب بن عدي شارك في قتل الحارث-والعلم عند الله تعالى. انظر ابن حجر، فتح (7/382) .
وقد اطلعت على مخطوطة في السيرة للدمياطي فلم أجد هذا الكلام فيها وأعتقد أنها في مختصر السيرة.
[3] قال ابن حجر: ذكر الزبير بن بكّار أن هذا الصبي هو أبو حسين بن الحارث بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وهو جد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين المكيّ المحدّث، وهو من أقران الزهري. فتح الباري (7/382) .
4 من رواية إبراهيم بن موسى في كتاب المغازي. انظر ابن حجر، فتح (7/378) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست