responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 233
مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي"[1]. هذه الرواية[2] على ضعفها حديثيًّا إلا أننا نستأنس بها تاريخيًّا على مدى الحب المتمكن في قلوب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له، ذلك الحب الذي لا يتزعزع حتى في أصعب اللحظات حراجة، وهكذا نراهم يفدونه بأنفسهم أن تصيبه شوكة آمنا في بيته, وهو بين يدي أعدائهم يعاينون الموت، فما أخلصها من تضحية، وما أعظمه حبًّا أدهش أعداءهم في ذلك الوقت، يقول أبو سفيان في سياق الرواية السابقة "ما رأيت من الناس أحدًا كحب أصحاب محمد محمدًا"[3].
وقد استجاب الله عز وجل "لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه خبرهم وما أصيبوا، وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حُدثوا أنه قتل ليؤتَوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر[4] فَبُعِثَ على عاصم مثل الظلة من الدَّبر[5]. فحمتهم من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا[6].
وهكذا فقدت الدعوة إلى الله بعض فرسانها، وحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم و"المسلمون لفقدانهم عاصما وصحبه، ولمصرع أسيرهم على هذا النحو

[1] رواه ابن إسحاق عن شيخه عاصم بن عمرو مصرحا بالتحديث عنه.
انظر ابن هشام، سيرة (3/172) ، كما رواه الواقدي، مغازي (2/362) .
[2] في سياق رواية عروة المشار إليها أعلاه أن المشركين سألوا خبيبا مثل ذلك وأجابهم بمثل جواب زيد، فإن صحَّت الروايتان كان كلّ منهما سئل عن ذلك من جانب المشركين وأجابهم بجواب واحد يمثل حبًّا طاغيًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب أصحابه.
[3] انظر ابن هشام، سيرة (3/172) ، والواقدي، مغازي (2/362) .
[4] قال ابن حجر: لعل العظيم المذكور غقبة بن أبي معيط، فإن عاصما قتله صبرا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن انصرفوا من بدر. ووقع عند ابن إسحاق، وكذا في رواية بريدة بن سفيان: أن عاصما لما قتل أرادت هذيل أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد، وهي أم مسافع وجلاّس ابني طلحة العبدي، وكان عاصم قتلهما يوم أحد وكانت نذرت لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن الخمر في قحفه فمنعته الدَّبر. ابن حجر، فتح (7/384) .
[5] جماعة النحل، وقيل: ذكور النحل، أو الزنابير. القاموس، دبر، وابن حجر، فتح (7/384) .
[6] من رواية إبراهيم بن موسى. انظر البخاري، الصحيح (5/41) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست