اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 157
أعرفه قال: "إذا رأيته وجدت له قشعريرة" 12.
بهذه الكلمات الموجزة تزود عبد الله بن أنيس رضي الله عنه معلومات كافية ومهمة عن الهدف المقصود مكانه وصفته، وكانت الخطة المتفق عليها كما يذكر موسى بن عقبة هي أن يتوصل بالناس، ويخبر من لقي أنما يريد خالد بن سفيان ليكون معه[3] فضمن بهذا التكتيك الذكي ثقة ابن نبيح، وعدم ارتيابه به إذا لقيه.
وقد اختلف في تاريخ خروج عبد الله في هذا البعث بين الواقدي وكاتِبه ابن سعد وهما من حددا تاريخه بدقة من بين أهل المغازي، وكان الاختلاف بينهما محصورا في السنة التي كان فيها، بينما تطابقت أقوالهما في اليوم، والشهر، فقد ذكرا أن عبد الله خرج من المدينة[4] يوم الإثنين لخمس خَلَون من المحرم على رأس أربعة وخمسين شهرا عند الواقدي[5]، وعلى رأس خمسة وثلاثين شهرا عند ابن سعد[6]، وإذا علمنا مدى التشابه في المعلومات حول هذا البعث بين الاثنين، وأن ابن سعد تلميذ الواقدي فيكون هو مصدر معلوماته هنا، خاصة وأنه لم يُحل على شيوخه كعادته بلفظ (قالوا) ، مما يدعونا إلى الاعتقاد بوجود تحريف في أحد الرقمين، وأعتقد أن ذلك في الرقم الذي ساقه الواقدي؛ لأنه يذكر في روايته حول حادثة الرجيع أنها كانت انتقاما لمقتل الهذلي، وموقعة الرجيع حدثت في السنة الثالثة[7] فكيف يكون هذا البعث
1 أي رعدة. (القاموس: اقشعر) وعند ابن هشام: إنك إذا رأيته أذكرك الشيطان. سيرة (4/619) .
2 من رواية ابن إسحاق عند أحمد. البنا، الفتح (7/26-27، 22/280) . قال عنها الهيثمي: فيه راوٍ لم يسم هو ابن عبد الله بن أنيس، وبقية رجاله ثقات. الهيثمي، مجمع (6/203) . [3] البيهقي، دلائل (4/41) . [4] قال موسى بن عقبة في روايته: ولا ندري من أين بعث صلى الله عليه وسلم ابن أنيس إلى ابن نبيح أمِن المدينة أم من غيرها. البيهقي، دلائل (4/41) . [5] الواقدي، مغازي (2/531) . [6] ابن سعد، طبقات (2/50) . [7] انظر: (سرية الرجيع من هذا البحث) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 157