اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 158
بعدها، هذا وقد اختلف المتأخرون من أهل المغازي تبعا لاختلافهما، فمن تابع الواقدي ذكرها في حوادث السنة الخامسة[1] ومن تابع ابن سعد ذكرها في حوادث السنة الثالثة[2]، وذكرها خليفة ضمن السرايا التي كانت سنة خمس[3].
وينطلق عبد الله في مسيره الاقترابي نحو الهدف، عدته اليقين والتوكل على الله، وسلاحه سلاح الراكب، يقول رضي الله عنه: "فخرجت متوشحا بسيفي حتى وقعت عليه، وهو بعرنة مع ظعن[4]، يرتاد لهن منزلا، وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة، فأقبلت نحوه"[5] فقلت: إني أخاف أن يكون بيني وبينه ما أن أؤخر الصلاة، فانطلقت أمشي، وأنا أصلي أومىء إيماء نحوه، فلما دنوت منه، قال لي: من أنت؟ قلت رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل، فجئتك في ذاك، قال: إني لفي ذاك، فمشيت معه ساعة، حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد6"[7].
"ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني، قال: "أفلح الوجه"، قلت: قتلتُه يا رسول الله، قال: صدقت، قال: ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته فأعطاني عصا، فقال: أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس، قال: فخرجت بها على الناس، فقالوا: [1] انظر البيهقي، دلائل (4/40) ، والمقريزي، إمتاع (1/254) وابن كثير، بداية (4/142) . [2] انظر: ابن سيد الناس، عيون (2/55) ، وابن القيم، زاد (3/243) وذلك يشير إلى وقوع التحريف مبكرا نوعا ما. والله أعلم. [3] خليفة، تاريخ (77) . [4] الظعن: جمع ظعينة وهو الهودج فيه امرأة، والمرأة ما دامت في الهودج. (القاموس: ظعن) . [5] من رواية ابن إسحاق عند أحمد. البنا، الفتح الرباني (7/26، 22/280) .
6 أي: مات. [7] من رواية ابن إسحاق عند أبي داود. سنن (2/41-42) ، وسكت عنه هو والمنذري، وحسن الحافظ في الفتح إسناده. ابن حجر، فتح (2/437) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 158