اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 603
اشترط لربك ولنفسك ما شئت. فقال: "أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا, وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم"، قالوا: فما لنا إذا نحن فعلنا ذلك؟ قال: "الجنة". قالوا: ربح البيع ولا نقيل ولا نستقيل.
لقد كان هؤلاء الذين يبايعون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصفى من العذب الرائق نقاء من أدنى رغبة دنيوية, وما كان لهم من مأرب إلا الجنة, ويوثقون هذا البيع الرابح كثيرا بأنهم لا يقبلون الرجوع فيه أبدًا, ولا يسعدون إذا رجع فيه رسول الله، وقد كانوا على يقين أنهم سيناوئون العرب كلها، وسوف يقتل أشرافهم وتنكه أموالهم، وأنهم لن يروا هدوءا ولا راحة, فسوف يستمرون في قتال الجاهلية الضاربة من حولهم حتى يحققوا العبودية لله وحتى يحققها البشر جميعا, ومع هذا فقد قالوها: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل[1].
وبهذا تجهزت الدعوة الإسلامية لنقلة جديدة, ومنهج جديد ووطن جديد نملأ من منارته آذان الدنيا بالنداء الجليل حي على الفلاح.
إلى طابة:
لقد اكتملت الترتيبات إلهيا ونبويا لنقلة الكتيبة التي حشدها ربها وأعدها نبيها لتحتمل شرف البناء العالمي للدولة الإسلامية التي تقوم على أساس "لا إله إلا الله محمد رسول الله" كمنهاج للحياة العقلية والأخلاقية والتشريعية والاجتماعية والعلمية. [1] في ظلال القرآن ج10 ص92، 93.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 603