responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 602
فهو كفارة له, وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة, فأمركم إلى الله إن شاء عذبكم وإن شاء غفر لكم" [1].
إنها بيعة فضيلة وأخلاق وخير وبر على العمل بالمثل العليا ونشرها والدعوة إليها، لقد قيد الوثيقة "ولا نعصيه في معروف" إنها تقرر منذ هذا الفجر الأول للتنظيم الإسلامي أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فهي بذلك وثيقة إلهية.
وأما الوثيقة الثانية فقد حدد أبعادها العباس بن فضلة وسعد بن زرارة.
إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود[2].
لقد كان الأنصار رضوان الله عليهم يعلمون عن يقين واضح تكاليف هذه البيعة وكانوا يعلمون أنهم لم يوعدوا على هذه التكاليف شيئا في هذه الحياة الدنيا لا مالا ولا جاها ولا ملكا لا وزارة حتى ولا النصر والغلبة إنما وعدوا عليها "الجنة", وهكذا اختار الله ورسوله السابقين من المهاجرين والأنصار معا, اختاروهم من العناصر الفريدة النادرة؛ ليكونوا القاعدة الصلبة لانطلاق هذا الدين من عقاله في مكة إلى رحابه العالمية في المدينة المنورة.
ولقد دلت هذه البيعة على أن عنصر المبايعين أصيل في طبيعته المتكافئة مع سمو تعاليم هذا الدين, لقد قال عبد الله بن رواحة ليلة العقبة:

[1] تاريخ الطبري ج2 ص356 ظن بعض الكاتبين أن هناك علاقة بين هذه النسبة وتسمية بيعة النساء في سورة الممتحنة لما بينهما من تشابه, ولكن التسمية هنا ليس لها ارتباط بالأخيرة؛ لأنها بيعة على فضائل الأخلاق مطلقا. راجع الحلبية ج2 ص8.
[2] تاريخ الطبري ج2 ص363.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 602
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست