اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 502
ربانيا إلى زعمهم هم فلئن كان حقا كما يزعمون هو قرآن مفترى فما أيسر أن يجاء بمثله، ويجيء بمثله كثير لا قليل, فلما عجزوا بان وتأكد أنه ليس مفترى، ولهذا يأتي التحدي الأخير كاملا كليا جامعا {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} , مثله مطلقا في الصفاء والنقاء كما جاء به الوحي وعجزوا عنه في التحدي، أو مثله على حسب زعمهم في ادعاء الافتراء كما جاء في التحدي الثاني، وعجزوا عنه أيضا، فثبت بذلك التحدي أن القرآن وحي من عند الله. إنه تنزيل من حكيم حميد, نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين.
وإذن فليوضح القرآن الكريم حقيقة الأمر يقول الله تعالى عقب هذه، الآيات على التوالي:
{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [1].
{فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [2].
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ، أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ، أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} [3]. [1] رجع تفسير القرطبي ص3183، 3184 والآية رقم 39 من سورة يونس. [2] الآية رقم 14 من سورة هود. [3] الآيات من رقم 35-37 من سورة الطور.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 502