responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 501
{فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} [1].
وعلى حسب وجود هذه الآيات في سورها[2] فقد تحداهم الله أولا أن يأتوا بسورة مثل سورة من القرآن، وسمح لهم أن يستعينوا بمن يشاءوا واستطاعوا إن كانوا صداقين في ادعائهم الافتراء.
ثم تحداهم بعشر سور مفتريات ليصححوا زعمهم أن القرآن مفترى، وأباح لهم الاستعانة بمن شاءوا وقدروا معه على خلق عشر سور مفتريات.
والذي يلاحظ هنا أن التحدي الأول ليس فيه قيد الافتراء, فوقع التحدي بسورة واحدة، للدلالة على أنه غير مقدور للبشر الإتيان بشيء مثله.
والتحدي الثاني فيه قيد المفتريات, فوقع التحدي بعقد كامل؛ لأنه لو كان مفترى كما يزعمون لكان أمره سهلا مقدورا, إذ ما يفعله واحد بنفسه يمكن أن يفعله الزاعمون به إنه لأمر جد يسير إذ استعانوا بمن يشاءونه من البشر.
فترقى القرآن من التحدي بسورة واحدة إلى عشر ملاحظ فيها هذا القيد, فكأنه تنازل مع الزاعمين من التحدي بالقرآن صافيا

[1] الآية رقم 34 من سورة فاطر.
[2] حول ترتيب هذه الآيات جاء حديث طويل في تفسير المنار ج12 من ص32-41 كذلك كتب الدكتور محمد أحمد الغمراوي عدة مقالات في مجلة الأزهر خاصة عدد ربيع الأول سنة 1339هـ من ص182-189 وعدد ربيع الآخر سنة 1389هـ من ص247-254 وفي ظلال القرآن ج12 ص39 تعليق على ترتيب الآيات الخاصة بالتحدي, ولكني فضلت إيراد الآيات في جوها القرآني مصورا للعهد المكي بعيدا عن مناقشات العلماء.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 501
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست