responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 394
وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَأُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا، وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا} [1].
لقد قصروا إدراكهم عن التطلع إلى آفاق الإعجاز القرآني فراحوا يطلبون تلك الخوارق المادية ويتعنتون في اقتراحاتهم الدالة على الطفولة العقلية، أو يتبجحون في حق الذات الإلهية بلا أدب ولا تحرج، لم ينفعهم تصريف القرآن للأمثال, والتنويع فيها؛ لعرض حقائقه في أساليب شتى تناسب شتى العقول والمشاعر وشتى الأجيال والأطوار، فأبى أكثر الناس إلا كفورا، وعلقوا إيمانهم بالرسول -صلى الله عليه وسلم- على تعللات مادية: يفجر لهم من الأرض ينبوعا ... إلخ.
فتبدو طفولة الإدراك والتصور الرجعي الجاهلي في هذا التعنت الساذج، وتبدو معالم تخبطاتهم ومماحكاتهم في تسويتهم بين بيت من زخرف وعروج إلى السماء، أو بين تفجير ينبوع من الأرض ومجيء الله جل شأنه وتعالى جده ومعه الملائكة قبيلا[2] إن الذي يجمع في تصوره بين هذه المقترحات كلها إنما هو رجل مختل العقل فاقدا لعنصر الاتزان والتعقل في تفكيره.
يقول السهيلي:
وذكر ما سأله قومه من الآيات وإزالة الجبال عنهم، وإنزال الملائكة عليه وغير ذلك جهلا منهم بحكمة الله تعالى في امتحانه

[1] سورة الإسراء الآيات من 89-93.
[2] في ظلال القرآن ج15 ص97.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست