اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 393
لقد كشفت هذه المقالة عن دوافع طلب المعجزة، وفضحت المخطط الفكري الرجعي تجاه الدعوة الإسلامية: {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُون} [1].
ولم تكن مقالة عبد الله بن أمية مقالة يتيمة لقد كانت رأس فتنة يتحدث بها الرجعيون لقد قالها زمعة بن الأسود، والنضر بن الحارث والأسود بن عبد يغوث. وأبي بن خلف، والعاص بن وائل، قالوا: لو جعل معك يا محمد ملك يحدث عنك الناس, ويرى معك[2], فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم:
{وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ، وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [3].
ويسجل القرآن هذه المرحلة من العمل العدائي الذي واجه به الرجعيون دعوة الإسلام يقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا، وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا، أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا، أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ [1] سورة الأنعام الآية 33. [2] السيرة لابن هشام ج1 ص395، راجع حول طلب المعجزات، تفسير ابن كثير ج3 ص62-64 تفسير الطبري ج15 ص159-166. [3] الآيتان 8، 9 من سورة الأنعام.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 393