اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 352
ولكن الله بعثني إليكم رسولا, وأنزل علي كتابا, وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا, فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم, وإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة, وإن تردوه عليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم"[1].
يقول أستاذنا الفاضل الدكتور محمود حب الله:
وبما أن الإسلام دين عام، وهو دين منطق وحكمة ولا يهدف نحو تربية حاسة واحدة من حواس الإنسان، بل نحو قوى الإنسان كلها من قلب وعقل وعاطفة, كان من الطبيعي له أن يخاطب كل هذه القوى النفسية ويهذبها لتتضامن جميعها في الإيمان وفي تربية الشخصية الإنسانية الحقة[2].
وبهذا يمكن أن ندرك أن الأسلوب الذي دعت إليه الآية الكريمة هو أسلوب يصلح لطوائف الناس عندما تبرز هذه الخصائص متفرقة, كما أنها كذلك تصلح لواحد من الناس تقويما لجميع قواه العقلية والقلبية والعاطفية, وبذلك تنفرد الدعوة الإسلامية بأسلوبها الخاص بها في استخدام مناهج الفكر والعمل مع الجماعة بأسلوب غاية في التهذيب والبناء لجميع قوى الإنسان الذي تنقل إليه الدعوة ليكون ربانيا في دنياه وآخرته على السواء. [1] راجع الحلبية ج1 ص340، راجع الشفاء ج2 ص526، 527 شرح نسيم الرياض. [2] الحياة الوجدانية والعقيدة الدينية ص287. وسيلة التبليغ:
وعلى الرغم من تطور وسائل الاتصال في العصر الحديث التي تستخدم في بث الأفكار والدعوة لمبدأ ما فإن الاتصال عن طريق اللغة والمقابلة
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 352