اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 351
وإن من استعمل الجدال مع أهل الجدال لا بالطريق الأحسن كما تعلم من القرآن كان كمن غذى البدوي بخبز البر, وهو لم يألف إلا التمر، أو البلدي بالتمر، وهو لم يألف إلا البر[1].
وهو تصنيف مقبول من جانب إذا نظرنا إلى الأساليب الثلاثة مجزأة، الحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، ولكن إذا نظرنا إلى أحوال الشخص الواحد, وأنه قد تعتريه حالات ثلاث:
حالة الفطنة.
وحالة الوجدان والعاطفة.
وحالة الكبرياء والذاتية.
أدركنا أن هذه الأساليب الثلاثة تصح لرجل واحد قد يكون في حالة تستدعي الخطاب بالحكمة, أو تستدعي الخطاب بالموعظة الحسنة، أو تستدعي الخطاب بالجدال بالتي هي أحسن.
وقد استخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الأساليب مع مفاوضي قريش.
ففي المرة الأولى قرأ عليهم آيات فصلت.
وفي المرة الثانية قال لهم واعظا ومجادلا بالتي هي أحسن: "ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم, ولا الشرف فيكم, ولا الملك عليكم [1] القسطاس المستقيم ص11، 12.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 351