اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 344
والنصارى عارضوهم بكلام الله سبحانه وتعالى في أوثق نص من نصوصه المنزلة وهو القرآن[1].
إن الحكمة هنا هي كما استخدمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع الحصين.
لقد كان الحصين رجلا تعظمه قريش وتجله, فأرسلوه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليكلمه حتى ينتهي عن دعوته, فلما جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أوسعوا للشيخ".
فقال حصين: ما هذا الذي بلغنا عنك أنك تشتم آلهتنا وتذكرها؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يا حصين! كم تعبد من آله؟ " , قال: سبعة في الأرض وواحد في السماء, فقال: "فإذا أصابك الضر لمن تدعو؟ " , قال: الذي في السماء، قال: "فإذا هلك المال من تدعو؟ " قال: الذي في السماء، قال: "فيستجيب لك وحده وتشرك به؟ أسلم تسلم" , فأسلم, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه شيعوه إلى منزله[2].
والحكمة من الأسلوب الذي واجه به النبي -صلى الله عليه وسلم- عتبة بن ربيعة لما عرض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشياء حتى إذا فرغ منها ما ناقشها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا جادله فيها, ولكن قال له: "أفرغت يا أبا الوليد؟ " قال: نعم. قال: "اسمع مني" , فتلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ [1] التفكير الفلسفي ص119. [2] الحلبية ج1 ص318.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 344