اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 345
الرَّحِيمِ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} , ومضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها, فلما سمع بها عتبة أنصت لها, وألقى بيديه خلفه أو خلف ظهره معتمدا عليها ليسمع منه[1] حتى انتهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقام عتبة, وقد تغيرت معالم وجدانه وتقاسيم وجهه, وقال فيه قومه لما رأوه من بعيد: "نحلف بالله، لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به".
نعم، لقد جاءهم بوجه رق للإسلام ولقد قال لهم صراحة: "والله لقد سمعت قولا ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالكهانة يا معشر قريش! أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل, وبين ما هو فيه واعتزلوه, فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ, فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم, وإن يظهر على العرب, فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به"[2].
والحكمة كأسلوب ووصف الكلمة التي تنتقل بها الدعوة هي أسلوب يؤدي به الداعية رسالته دون فضل يتحدث به أو شهوة في شهرة يعرف بها, وليس له منة على الدعوة, بل الله يمن عليه أن هداه إلى الإيمان. [1] السيرة لابن كثير ج1 ص504. [2] السيرة لابن كثير ج1 ص550، السيرة لابن هشام ج1 ص294، ذكر في الخازن ج4 ص124، والطبري ج14 ص194، وتفسير المراغي ج14 ص161 وابن كثير ج2 ص590، الألوسي ج14 ص254، وفي غيرها من كتب التفسير معاني للحكمة ولكني أطلقها من كل عقال لتجمع كل وصف يراد منها حسبما هي طبيعة القرآن الكريم.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 345