اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 174
ولكن الأمانة لم يكن لها سوق ولا معرض ولا ساحة.
غير أن ثقة المجتمع في أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث ألزمت المجتمع أن يحمي هذه الشخصية الفريدة فيه فأجمعوا على أن يلقبوه "بالأمين".
يقول ابن هشام:
وكانت قريش تسمي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن ينزل عليه الوحي الأمين[1] وعبارة زاد المعاد تضفي على أبعاد هذه الأمانة أنوارا تبرز قسماتها.
وأما الأمين: فهو أحق العالمين بهذا الاسم فهو أمين الله على وحيه ودينه وهو أمين من في السماء وأمين من في الأرض ولهذا كانوا يسمونه قبل النبوة بالأمين[2].
ولم يكن اسما أو لقبا خاليا من وضعه على محك الأحداث والتجارب فقد اختبرت قريش نفسها في مقدار ما تكنه لهذا الاسم من التقدير والثقة, فلما استحكم الخلاف بينهم عندما تم بناء الكعبة, ووصل الأمر إلى قاب قوسين أو أدنى من الحرب الضروس التي تهلك النسل والحرث وتخرب الديار وتدمر البلاد, ارتضوا أول داخل عليهم ليكون حكما بينهم. [1] سيرة ابن هشام ج1 ص198. [2] زاد المعاد ج1 ص23، راجع الشفاء، شرح نسيم الرياض ج1 ص179.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 174