اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 286
بين الترجيع والتغني: الترجيع تدقيق لوصف التغني فالمعروف «في كلام العرب أن التغني الترجيع بالصوت كما قال حسان:
تغن بالشعر إما أنت قائله ... إن الغناء بهذا الشعر مضمار»
«1» فالترجيع وصف دقيق لكيفية التغني المشروع الذي أمر به النبي صلّى الله عليه وسلم، والظاهر أنه يمثل إحدى الكيفيات التي يتم بها التغني، وقد يكون التغني بغيره فعن علقمة بن قيس قال: بت مع عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه يرتل ولا يرجع، يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر [2] .
علاقة الترجيع والتزيين والتغني بالترتيل الواجب:
[مراتب قراءة القرآن الكريم]
في قراءة القران الكريم توجد عندنا مراتب:
1- المرتبة الأولى:
هي مرتبة القراءة المجردة لألفاظ القران الكريم، وهذه المرتبة هي أصل الكلام لا يسمى الكلام كلاما بدونها.
2- المرتبة الثانية:
هي الترتيل لألفاظ القران الكريم: وهي واجبة وجوبا لا مرية فيه، وتزيد على القراءة المجردة بضرورة توفر أركان الترتيل السبعة للكلام المقروء.
3- المرتبة الثالثة:
مرتبة التزيين للكلام المرتل أو التحسين له: فقول النبي صلّى الله عليه وسلم: «زينوا القران بأصوآتاكم» هو شيء زائد على ذات الكلام العربي أي شيء
(1) فتح الباري (9/ 71) ، مرجع سابق. [2] ابن أبي شيبة (2/ 84) ، مسند ابن الجعد ص 368 مجمع الزوائد (2/ 260) ، مراجع سابقة، وقال: «رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح» وعزاه في فتح الباري (9/ 92) ، مرجع سابق لابن أبي داود.
اسم الکتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم المؤلف : عبد السلام مقبل مجبرى الجزء : 1 صفحة : 286