اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 194
عليهم فإن عمر وعثمان قتلا ظلما وغسلا وصلى عليهما فهؤلاء شهداء الآخرة دون الدنيا قلت هذا مذهب الشافعي وأما مذهب أبي حنيفة الماشطة وامرأة فرعون وعمر وعثمان وكل من يقتل ظلما بمحدد وعلم قاتله يكون شهيد الدنيا والآخرة فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ومثلهم المطعون والمبطون وكذلك الحامل إذا ماتت بعد اجتماع حملها كما أفتى به النووي وأما شهيد الدنيا والآخرة الذي لا يغسل ولا يصلى عليه وله ثواب خاص في الآخرة فهو الذي مات في قتال الكفار وبسبب القتال فإن عاد إليه سهمه أو وقع عن فرسه أو في بئر أو جاءه سهم من مسلم أو كافر أو وجد بعد انكشاف الحرب قتيلا ولم يعلم سبب موته وإن لم ير عليه أثر الدم ... حكاية: ذكر النسفي رحمه الله تعالى أن رجلا كان مجاهد في سبيل الله فإن فرغ من القتال نفض ثيابه وجمع غبارها حتى جمع غبارا في بعض أيام ثم جعله لبنة وأوصى أن تكون تحت رأسه في قبره ففعلوا ذلك فرآه بعض أصحابه في منامه فسأله عن حالة فقال كفر لي ببركة اللبنة ... حكاية: خرج جماعة من المسلمين للجهاد فأخذهم العدو فأمرهم ملك كافر بدخولهم في دينه فأبوا فقتلهم إلا واحدا رغب فيه ثم أمره أيضا بالدخول في دينه وله من الأموال كذا وكذا فأبى فأدخله بيته ووضع عنده جارية جميلة فلم يلتفت إليها وقرأ سورة الفتح إلى قوله تعالى محمد رسول الله فبكت الجارية وأسلمت وقالت اخرج بنا إلى بلادكم فخرجا ليلا فلما طلع الفجر سمعا صهيل الخيل فقالت له الجارية قد جاء الطلب في أثرنا فارجع إليهم لعلهم أصحابك فرجع فإذا هم أصحابه الذين قتلوا فقالوا نحن أصحابك الشهداء عند الله وستلحق بنا بعد أربعين وقيل أن الله تعالى رزقه منها أولاداً وقاتلوا في سبيل الله تعالى وكان ذلك في أيام عمر رضي الله عنه وقال النسفي أنها كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ... فائدة: قال عمرو بن العاص رضي الله عنه إذا قتل العبد في سبيل الله ذهبت روحه مع الملائكة إلى دار الشهداء في قباب من حرير في رياض خضر عندهم حوت وثور يظل الموت يسبت في أنهار الجنة فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه فيذكيه أي يذبحه فيأكلون لحمه ويجدون في كل رج طيبة ويظل الثور في فناء الجنة يرتع فإذا أصبح وكزه الحوت بذنبه فيذكيه فيأكلون لحمه ويجدون فيه كل رائحة طيبة وذكر العلائي أن أرواح الشهداء تركع وتسجد تحت العرش إلى يوم القيامة ويشاركهم في ذلك أرواح المؤمنين إذا ناموا على وضوء قال في شرح المهذب سمي الشهيد شهيدا لأن الله تعالى ورسوله شهدوا له بالجنة وقيل لأن ملائكة الرحمة يشهدون روحه فيقبضونها وقيل لأن روحه تشهد دار السلام وروح غيره لا تشهدها إلى يوم القيامة.
باب بر الوالدين
قال الله تعالى ورصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن أي شدة على شدة قال الثعلبي رضي الله عنه لما أسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قالت أمه يا سعد بلغني أنك صبأت فلا أستظل بظل ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فمكثت ثلاثة أيام على ذلك فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية فأمر النبي صلى الله عليه
اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 194